نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 74
بالموجهين عند مولاه ، وهذا غير الاعتذار عن العبادة فليس الكلامان ( 1 ) سواء بسواء . ثم إنّ الآية الثانية أعني قوله : أهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، لا توجد في القرآن ، وليس فيه والآية الموجودة هكذا : ( وَيعبدونَ مِنْ دونِ الله ما لا يَضُرُّهم ولا ينفعُهُمْ وَيَقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، قل أتنبّئون اللَّهَ بما لا يَعْلَمُ في السماواتِ والأرض ) إلى قوله : ( سُبحانَهُ وَتَعالى عمّا يُشْرِكُون ) ( 2 ) ومفاد قوله تعالى : ( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عندَ الله ) هو الاعتذار عن العبادة لما لا يضرّهم ولا ينفعهم بالاستشفاع ، فوبّخهم الله بأنّ هذا الكلام إخبار بأمر لا يعلم الله وجوده في السماوات ؛ لأن الاستشفاع بما لا ينفع استشفاع العبد بما ليس له وجاهة عند الله ، فصار سبيل هذه الآية سبيل الآية الأُولى من حيث عدم الارتباط بالمدّعى أعني تسوية كلام المستشفعين بالأنبياء والأولياء لكلام الكفّار بالبيان الّذي قدّمناه . والعجب من قول القائل : « واعلم أنّ هذه الشبه الثلاث أكبر ما عندهم ، فإذا عرفت أنّ الله تعالى وضّحها في كتابه ، وفهمتها فهماً جيداً ، فما بعدها أيسر منها » .
1 - في الأصل : الكلامين ، والصحيح ما أثبتناه . 2 - سورة يونس : الآية : 18 .
74
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 74