نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 71
وحاصل جواب القائل عن الحجّة الثانية : أنّ الآيات دالّة على إقرار عبدة الأصنام بالربوبيّة لله وحده ، فلا يقدر العدوّ أن ينكر كون شركهم باعتبار قصدهم الشفاعة لكن يفرّق بين عملهم وعمله ؛ حيث إنهم يقصدون نفس الأصنام والمستشفعين بالأنبياء الشّفاعة ، فالفرق في العمل . والجواب عن الفرق بأنّ عبدة الأصنام لم يكونوا مستشفعين بها فقط ، بل كانوا يدعون الملائكة وعيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، فلم يصح التشبيه للأنبياء بالأصنام . لكنّك بعد ما ذكرنا سابقاً وآنفاً تقدر على معرفة بطلان هذا الجواب ، وتوضيحه - مزيداً للمعرفة - بأنّا نقول إنّ المستشفعين بالأنبياء لا يعبدون إلاّ الله ، ولا يسمّون غير الله إلهاً ، ولا يرجون غير الله تعالى ، فلا يقاسون بعبدة الأصنام وإن كانوا عابدين للصالحين مع الأصنام ، وكذلك الّذين يعبدون الأولياء ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز حين توجّه القحط إلى قريش ( 1 ) العابدين للأصنام والملائكة أو الجنّ أو عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : ( قُلِ ادْعُوا الّذينَ زَعمتم مِنْ دونِ الله فَلا يَملكونَ كَشْفَ الضُّر عنكُمْ ولا تحويلاً ) ( 2 ) لكونهم بأنفسهم يبغون لهم الوسيلة إلى ربّهم أيهم
1 - في « س » و « ن » : القريش ، والصواب ما ذكرناه . 2 - سورة الإسراء : الآية : 56 .
71
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 71