نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 44
بالتوحيد الذاتيّ والأوصافيّ والأفعاليّ والعباديّ حتّى أنّهم حكموا ببطلان عبادات المرائي كما أشرنا إليه آنفاً ، فكيف يلحقونهم بهؤلاء الثابت عليهم الخطأ والباطل في المقامات الأربعة المتقدّمة ، وعدم اعتقادهم بالتوحيد في شيء من أقسام التوحيد . وفي قوله : « أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قاتلهم لتكون الطاعة كلّها لله ، والنذر كله لله ، والذبح كله لله » إشارة إلى أنّ المشركين في زمانهم ينذرون ويذبحون لغير الله ، ويستشفعون بغيره ، فيجب قتالهم كما فعل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ذلك بالمشركين في زمنه ، لأجل فعلهم الأفعال لغير الله ، لكن ذلك - بالنسبة إلى من يعتقدونه ( 1 ) مشركاً في زمانهم - كذب واضح ؛ إذ ليس أحد من المسلمين ينذر لغير الله أو يذبح لغيره تعالى ، مثلاً من أراد ولداً وطلبه من الله يقول : لله عليّ صوم كذا أو صدقة كذا إن رزقني ولداً ، وكذا يقولون : لله عليّ ذبح شاة إن رزقت ولداً ، والذّبح في الحجّ والأضحيّة فمعلوم أنّه لله ، أمّا نذر الذّبح لحضرة العبّاس ( عليه السلام ) المتداول بين عوام النّاس ؛ فهو أيضاً ذبح لله ، وإن كان تعبيرهم قاصراً عن مقصودهم ؛ فإنّ مقصود النّاذر كذلك النذر لله على أن يذبح ويتصدّق به ليكون ثوابه راجعاً إليه ( عليه السلام ) ، فيكون هدية تهدى لكون قضاء حاجته بشفاعته
1 - في الأصل : يعتقدوه ، والصحيح ما ذكرناه .
44
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 44