نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 40
مقبول الشفاعة عند الله جاز التوسّل بهم ، وأمّا الخشب المنحوت والذهب المصوغ بشكل نبيّ أو ملك أو رجل صالح فلم يعلم كونه مقبول الشفاعة بل المعلوم عدمه ، فكيف يجعل شفيعاً عند الله ؟ ولأجل ذلك أمر الله تعالى رسوله الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُلْ أتُنَبِّئُونَ الله بما لا يَعْلَمُ في السماوات والأرض ) ( 1 ) يعني هل تخبرون الله العالم بكل الأشياء بما ليس في السماوات والأرض . وحاصل الكلام أنّ الشريك لله تعالى ليس في السماوات والأرض حتّى يعلمه ، وشفيع يقبل شهادته عند الله مما لا يضر ولا ينفع أيضاً ليس في السماوات والأرض حتّى يعلمه الله تعالى ، فقولهم : هؤلاء شفعاؤنا عند الله شيء ينبئون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض . ثم إنّ الظاهر أنّ مراده بالمشركين في زماننا هم المستشفعون بالأنبياء والأولياء ، العائذون بهم ، اللائذون بقبورهم ، والمستغيثون ( 2 ) بهم في الشدائد ، لكن لم يعلم أنّ المشار إليه بالضّمير في « يسميه » هل هو جحد التوحيد في العبادة أو غيره ؟ فان كان مرجع الضمير هو جحد التوحيد في العبادة فهو - مع أنّه غير قابل لتسميته اعتقاداً ، فإنّ الإنكار أمر عدمي لا يصحّ أن يجعل من
1 - سورة : يونس : الآية 18 . 2 - في الأصل : المستشفعين . . . العائذين . . . المستغيثين ، والصحيح ما أثبتناه .
40
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 40