نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 39
والأولياء كما لا يخفى ، مع أنّ الاستشفاع من أُمور لا تجوز إلّا بإذن من الله تعالى عموماً أو خصوصاً ، فالاستشفاع بمن لم يأذن الله جعله شفيعاً باطل وحرام يدلّ عليه قوله تعالى : ( من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه ) ( 1 ) وقوله تعالى : ( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ) ( 2 ) فانّ عدم شفاعة الشّفعاء إلّا بالإذن في الشفاعة يستلزم لزوم الاستيذان في الاستشفاع للمستشفعين ومن يُستشفع به ، فمن لم يجعل شفيعاً من قبل الله لا يستشفع به لكونه غير مأذون فيه . وبتقرير آخر لا يُشَفِّعُ ( 3 ) أحد عند أحد أحداً ما لم يعلم أو يظن كونه مقبول الشفاعة ، فمن يمكن معرفة كونه كذلك كالمقربين عند السّلاطين والأكابر والخصيصين من أصحاب العلماء يستشفع به ؛ لدلالة هذا الموقف على جواز الاستشفاع به وذلك أمر عقلائيّ ومن لم يعرف بهذا الوصف ، فلا دليل على جواز الاستشفاع به بل يعدّ التوسل والاستشفاع به لغواً وباطلا لا يقدم عليه إلاّ السفيه والعابث . وحينئذ فنقول : إنّ الأنبياء والأولياء حيث إنّه معلوم كونه
1 - سورة البقرة : الآية 255 . 2 - سورة الأنبياء : الآية 28 . 3 - في الأصل يستشفع ، والصحيح ما أثبتناه .
39
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 39