نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 38
والأولياء حيث إنّ عبدة الأثان كانوا يعملون من أصناف العبادة لله ما يعملون للأصنام ، ويجعلون الصنم معبوداً ليقبل الله عبادتهم ولم يكن لهم عبادة مخصوصة لله تعالى ، واستشفاعاً بالأوثان ، وهذا بخلاف استشفاع المستشفعين بالأنبياء والأولياء ؛ فإنّ عباداتهم كلّها لله ، والاستشفاع كالاستغفار للعفو عن الذّنوب ، وأين هذا من ذاك ؟ ! وقول الله تعالى : ( ويَعْبُدونَ مِنْ دُونِ الله ما لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ وَيَقوْلُوْنَ هؤلاء شُفَعَاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلُّ أتُنَبِّئُوْنَ اللَّهَ بما لا يعلمُ في السَّماواتِ ولا في الأرض سُبْحَانَهُ وتعالى عمّا يُشْركُون ) ( 1 ) صريح في ذم عبدة الأوثان بتركهم عبادة الله ، وبعبادتهم الأوثان ، وتسميتهم لها شفعاء ، وجعلهم من لا يستحقّ العبادة معبوداً بعبادة لا يستحقّها غير الله تعالى ، وهذا العمل تشريك منهم لله جلّ وعزّ ، وهو لا يعلم لنفسه شريكاً في السماوات ولا في الأرض . والحاصل أنّ عبدة الأوثان لم يكونوا عابدين لله ، بل كانوا يعبدون الأصنام زعماً منهم عدم قابليتهم لعبادة الله ، فكانوا يعبدون الأوثان ؛ ليشفعوا لهم عند الله ، فتقضي مهمّاتهم وحوائجهم ، ولا مناسبة بين ذلك وبين الاستشفاع بالأنبياء
1 - سورة يونس : الآية 18 .
38
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 38