نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 36
تشريكهم هؤلاء به تعالى في العبادة ، فكذلك يكون حال كلّ من استشفع عند الله بأحد من الأنبياء ؛ فإنّه مشرك يجب المعاملة معه معاملة المشركين . هذا خلاصة كلامهم . لكنّ الآيات المذكورة غير دالّة على مرامهم ، وذلك لأنّ الاستفهام في الآيات المذكورة تقريريّ ، ويتفرّع على إقرارهم بطلان عملهم ولوازمه ، فيكون حاصل الكلام المتفرّع على إقرارهم بأنّ الله ربّ السماوات والأرض ، وبيده ملكوت كلّ شيء أنّه أيّ منزلة لهؤلاء الآلهة الّتي تدعونهم ، وأيّ شيء يصدر عنهم ممّا هو من شأن الأُلوهية ، يعني إذا كان ربّ السماوات والأرض هو الّذي بيده ملكوت كلّ شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، فلا يصدر من غيره شيء من هذه الأمور ، ومع عدم حصول شيء [ من ] غيره ؛ فكيف تجعلون هؤلاء آلهة ، وكيف تتوسّلون بشيء لا يملك نفعاً ولا ضراً ، وكيف تستشفعون بمن لا وجاهة له عند الله ؟ ! فإنَّ الاستشفاع بشيء يتوقّف على كونه قابلاً لها بكونه وجيهاً محترماً عند المستشفع إليه ، فيكون تسمية هؤلاء آلهة خطأ وباطلاً ، وجعلهم شفعاء خطأ وباطلاً ، والتعظيم والخضوع لهم خطأ وباطلاً ؛ لعدم الموجب لذلك لهم ؛ لأنّ الموجب للتعظيم والتكريم الانتساب إلى الله بنحو من الأنحاء من نبوّة أو ولاية أو صلاح ، والخشبة المنحوتة أو الذهب المصوغ بشكل مرضيّ لا
36
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 36