نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 153
عند الله أن يفعل بي كذا وكذا ، هل يصير شركاً وكفراً ؟ فإن اعترف بأنّه أيضاً ليس بشرك ولا كفر ثبت مطلوبنا ، وبطل ما ادّعاه ، وإن أنكر فنسأله عن دليل ذلِك ونطالبه بالفرق بين هذه العبارة والعبارة الأولى الّتي معناها الاستشفاع أيضاً ؛ إذ معنى التوجّه إلى الله بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وتقديمه ( صلى الله عليه وآله ) بين يدي حوائجه جعله شفيعاً عنده ولا يعقل أن يكون الفرق من جهة المكان إلاّ أن يقول : إنّ الفرق من حيث المخاطبة للميت ولا شك أنّ المتقدم للشّفاعة قدر على الشفاعة ، ويفهم كلام من استشفع به عند الله وإن كان ميتاً ظاهراً وإلاّ لم يكن يقدم لذلِك أو يقول إنّه دعوة لغير الحقّ ، وقد أجبنا عن ذلِك مراراً فلا نعيده ، ومن لم يهده الله فلا نفيده . ثم قال القائل : « ولهم شبهة أُخرى ؛ وهي قصة إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا أُلقي في النار اعترض له جبرئيل ( عليه السلام ) في الهواء فقال : ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم ( عليه السلام ) : « أمّا إليك فلا » قالوا : فلو كانت الاستغاثة بجبرئيل شركاً لم يعرضها عَلى إبراهيم ( عليه السلام ) فالجواب أنّ هذا من جنس الشبهة الأُولى ؛ فأنّ جبرئيل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه ، فإنّه كما قال الله تعالى فيه : ( شديدُ القُوَى ) ( 1 ) فلو أذن الله تعالى له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها
1 - سورة النجم : الآية 5 .
153
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 153