نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 152
المدركة لشيء وكانوا يقولون : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) . قلت : قد سبق الجواب عن هذا المقال مراراً بأنّ إطلاق المشرك الكافر عليهم لم يكن لمخاطتهم تلك الأصنام بل إنّما هو لأُمور أُخر مرّ ذكرها من تسميتهم لها آلهة ، ومن عبادتهم لها عبادة الله الحقّ في الكيفية ، بل كانوا يسمّون ذلِك عبادة لآلهتهم ، ومن حيث عدم كون تلك الأصنام صاحب الشّفاعة من عند الله تعالى ذلِك من جهات الفرق الّتي سبقت في كلماتنا مراراً فالقياس مع بطلانه من أصله قياس مع الفارق ، وليس بكاشف عن الحقائق . ثم إنّ لنا سؤلا إلزامياً من هذا القائل ، وهو أنّ من يريد أن يناجي ربّه في مصلاّه فيقول : اللّهم إني أتوجّه إليك بنبيك نبيّ الرّحمة صلواتك عليه وآله ، وأقدّمهم بين يدي حوائجي ، فاجعلني بهم عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ، وافعل بي كذا وكذا هل يعدّ هذا الكلام شركاً وكفراً أو أنّه جائز وليس بشرك ولا كفراً ؟ فإنّ قال : هذا كفر وشرك فيقال له : كذبت ولئمت لا يرجع هذا الكلام إلى ما يكون كفراً وشركاً في اللّغة ولا في المحاورات العرفية ، وإن اعترف بأنّ هذا الكلام ليس بشرك ولا كفر ، فنسأله إن فرضنا أنّه نطق بهذا الكلام عند قبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أو أحد أوصيائه ، كيف يكون شركاً وكفراً ؟ فإن قال : ذكره عند قبورهم أيضاً ليس بشرك ولا كفر وحينئذ نقول : فإن قال بدل ذلِك : يا وجيهاً عند الله اشفع لي
152
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 152