نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 148
خَلْفِهِمْ ألاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُم يَحْزَنُونَ ) ( 1 ) الآية . ولا يتوهّم أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) غير مقتول ، أمّا أوّلا فلأنّه قد صحّ عنهم ( عليهم السلام ) أنّهم قالوا : « ما منا إلاّ من هو مقتول أو مسموم » ( 2 ) . وثانياً فلأنا نقول بتعميم المقتول في سبيل الله ؛ فإنّ الأنبياء وأوصياءهم ( عليهم السلام ) جاهدوا مع أنفسهم في سبيل الله ؛ وهو الجهاد الأكبر الّذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه حين رجعوا من غزوة ذات السلاسل : « رجعتم وقضيتم الجهاد الأصغر وبقي عليكم الجهاد الأكبر قالوا له ( صلى الله عليه وآله ) وما الجهاد الأكبر ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) الجهاد مع النفس » ( 3 ) فهم بالمقاتلة مع النفس يحسبون مقتولين في سبيل الله وليسوا بأموات ، بل هم : ( أحياء عند ربّهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) ( 4 ) كيف لا يكون كذلِك والنفس روحانية البقاء ، والنفوس القدسية باقية ببقاء الله ، بل لا فناء لكلّ نفس وجدت وخلقت ، ولولا ذلِك لبطل الثواب والعقاب في عالم البرزخ وبعده ، وإلى ذلِك يشير قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلقتم للبقاء لا للفناء » وهو الفرق بين الإنسان وغيره من الحيوانات والجمادات ؛ فإنها
1 - سورة آل عمران : الآيتان 169 - 170 . 2 - البحار 27 : 216 / 18 و 19 . 3 - البحار 70 : 373 / 18 . 4 - سورة آل عمران : الآية 170 .
148
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 148