نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 145
والحاصل : أنّه لا ينكر دعوة الله تعالى عند قبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ مجادل محجوج أو معاند مجنون لجوج ، مضافاً إلى أنّ قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة » ( 1 ) إرشاد للمسلمين إلى دعوة الله تعالى في ذلِك المكان الشريف . هذا [ تمام ] ( 2 ) الكلام في دعاء الله تعالى عند قبورهم ( عليهم السلام ) . وأمّا دعاؤهم عند قبورهم فلم يدل دليل عَلى المنع منه أو ثبوت الكفر والشرك به لا من جهة أنّ ذلِك دعوة غير الله تعالى ، أو أنّه دعوة مع الله أحداً ولا من جهة أنّهم أموات لا يسمعون ولا يفهمون كلام من يدعوهم ويخاطبهم . أمّا عدم كون دعوتهم دعوة لغير الله سواء كان للأُمور الدنيويّة أو الأُخروية [ ف ] لأنّ من شهد أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) عبد الله ورسوله ، والعبد : ( لا يَقْدرُ عَلى شَيء وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ ) ( 3 ) لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، كيف يمكن أن يطلب منه شيئاً لا يقدر عليه ، بل إنّه يطلب منه ما أعطاه مولاه وملّكه سيّده ؛ وهو الشّفاعة ، فالداعي عند قبره يدعو الله تعالى ( صلى الله عليه وآله ) بتوسط الشفيع ومصاحباً له ، وبالاستشفاع يؤكد الطلب
1 - فروع الكافي 4 : 553 . 2 - في « ع » : كلّه . 3 - سورة النحل : الآية 76 .
145
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 145