نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 144
غبيّ أو معاند غويّ . والعجب من هذا القائل حيث قال : « وأنكر السّلف عَلى من قصد دعاء الله عند قبره فكيف بدعائه نفسه ( صلى الله عليه وآله ) » ولم يعيّن السّلف الّذي أنكر دعاء الله عند قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ فإنّ أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والخلفاء الراشدين لم ينكروا ذلِك ، بل كانوا هم يعملون هذا العمل . فإن قلت : كانوا يدعون الله في مسجد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لا عند قبره . قلت : لم يكن قبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ابتداء داخلا في المسجد ، وإنّما حدث ذلِك بعد مدة مديدة ، وأصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كانوا يتشرفون ويزورون قبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، والحسن بن علي ( عليه السلام ) استشفى مراراً عن السمّ الّذي سقوه بالقبر المطهّر ، والحسين بن علي ( عليهما السلام ) بات عند القبر ليلة الوداع معه للمسافرة إلى مكة في السفر الأخير الّذي ارتحل منها إلى العراق فأصابته الشهادة ، مضافاً إلى أنّ التابعين وتابعي التابعين كانوا يعملون هذه المعاملة بعد صيرورة القبر المطهّر داخلا في المسجد بقرب المرقد الشريف طلباً للفضلِ ، واستمرت العادة عَلى ذلِك خلفاً عن سلف ، بل من لم يدرك هذا الفضل توارد عليه الأسف بعد الأسف ( 1 ) .
1 - في الأصل : أسف ، والصحيح ما ذكرناه .
144
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 144