نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 125
لكفروا ، وكذلِك الّذين نهاهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب . ولكن هذه القصّة تفيد أنّ المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلّم والتحرّز ، ومعرفة أنّ قول الجاهل : « التّوحيد فهمناه » من أكبر الجهل ومكايد الشيطان ، وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام الكفر وهو لا يدري فنبّه على ذلِك وتاب من ساعته أنّه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل ، والّذين سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تفيد أيضاً أنّه لو لم يكفر فإنّه يغلّظ عليه الكلام تغليظاً شديداً كما فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( رحمهما الله ) انتهى . وخلاصة كلامه إثبات مرامه الّذي هو إمكان صدور كلمة الكفر بعد الإيمان كما صدر من بني إسرائيل حيث قالوا : ( يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ) وصدر أيضاً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث سألوه جعل ذات أنواط لهم ، لكن التعجّب من هذا القائل من وجهين : الأول : قوله مع صلاحهم وعلمهم ، حيث إنّه لم يعلم السائلين بأشخاصهم حتى يحكم عليهم بكونهم صالحين عالمين ، فهذا الحكم منه تخرّص بالغيب . الثاني : في تكذيب موسى بل القرآن بقوله : « مع صلاحهم » فإنّ قول موسى ( عليه السلام ) في جوابهم : ( إنكم قومٌ تَجْهَلُونَ إنّ هؤلاء متبّرٌ مّا
125
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 125