نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 108
وأما الاستدلال بقوله تعالى ( وإذا غشيهم موج كالظُّلل ) الخ فإغفال عن المطلب ، بإسقاط الآية المقدمة عليها ، وإسقاط الذيل منها ، وتمام الآية بنفسها تدل على عدم ارتباطها بمطلوبه المستدلّ له بالآية وهي هكذا : ( ألم تر أنّ الفُلْكَ تجري في البَحْرِ بنعمةِ اللهِ ليُرِيَكُمْ مِنْ آياته إنّ في ذلِك لآيات لكلّ صبّار شَكُور وإذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كالظّللِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِيْنَ لَهُ الدِّينَ فلمّا نَجّاهُمْ إلى البَرِّ فَمِنْهُم مُقْتَصدٌ ومَا يَجْحَدُ بآياتِنا إلاّ كلُّ خَتّار كفور ) ( 1 ) فإنّهما كما ترى لا ربط لهما بدعوة المشركين لله في الشّدّة واختصاص ذلِك بهم ، بل بيان لحال نوع البشر الراكب في الفلك عند الابتلاء بهيجان البحر وتهاجم الأمواج الموجبة لانكسار السفينة ، وحصول الغرق لمن فيها ، فبإسقاط الآية الأُولى وذيل الثانية أَوْهَمَ ارتباط ذلِك بمطلوبه ، إغفالا للناظرين . وعلى هذا فقوله : « فمن فهم هذه المسألة » إلى قوله « تبيّن له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأوّلين » كلام لا محصل له ، بل يوجب الحيرة والوله ، كما أنّ مقالاته في الأمر الثاني موجبة ( 2 ) لذلك أيضاً ، بل أنّها لا تصدر ( 3 ) من وقيح أبْلَه ؛ فإنّ قوله : « الأمر
1 - سورة لقمان : الآيتان 31 - 32 . 2 - في الأصل : موجب ، والصحيح ما ذكرناه . 3 - في الأصل : يصدر ، والأنسب ما ذكرناه .
108
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 108