نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 107
دعوة الغريق لله تعالى فقط أمر مجبول بغير اختياره ، فلا يمدح عليه . لا يقال : كيف يدعو بغير اختيار مع كونه عاقلا مختاراً ؟ لأنا نقول : إنّ الأمر المجبول عليه حاكم عَلى الاختيار ، بمعنى أنّه يحصل من غير المختار ؛ فانّ امتصاص المولود أوّل ولادته لما يتغذّى به من حلمة الثدي ليس باختيار منه والتفات لكونه بحكم الجماد ، ومع كون المصّ منسوباً إليه . والحاصل أنّ ترك دعوة المشركين زمن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لدعوة غير الله ليس باختيارهم ، فلا يحمدون عليه ، بل لنا أن نقول : إنّهم في الرّخاء يدعون غير الله دائماً ولا يدعون الله في الرّخاء أبداً حتى يصدق أنّهم يدعون مع الله أحداً . وأما قوله تعالى : ( وإذا مسّ الإنسانَ ضرٌّ ) ( 1 ) الآية فهي نازلة في عتبة بن ربيعة أو غيره ؛ حيث تركوا عبادة الأصنام عند الابتلاء ببليّة ، فلمّا رُفِعتَ عطاءً من الله رجعوا إلى ما كانوا فيه من عبادة الأصنام واشتغلوا بالإضلال الّذي كانوا عليه ، وإن فرضناها عامّة فسبيلها سبيل الآيات السّابقة في كون ذلِك ممّا عليه الجبلّة .
1 - سورة الزمر : الآية 8 .
107
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 107