نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 79
متساوين ، ولا أن يكون مَن عبد العجل مساوياً لمن لم يعبده . وكذلك قد قيل في قوله : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ) أي : لا يقتل بعضكم بعضاً ، وإن كانوا غير متساوين . وقال تعالى : ( وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أي : لا يلمز بعضكم بعضاً فيطعن عليه ويعيبه ، وهذا نهي لجميع المؤمنين أن لا يفعل بعضهم ببعض هذا الطعن ، مع أنّهم غير متساوين لا في الأحكام ولا في الفضيلة ، ولا الظالم كالمظلوم ، ولا الإمام كالمأموم . ومن هذا الباب قوله تعالى : ( ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ ) أي : يقتل بعضكم بعضاً . وإذا كان اللفظ في قوله : ( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) كاللفظ في قوله : ( وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) . . ( لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ) ونحو ذلك ، مع أنّ التساوي هنا ليس بواجب ، بل ممتنع ، فكذلك هناك وأشدّ . بل هذا اللفظ يدلّ على المجانسة والمشابهة ، والتجانس والمشابهة يكون بالاشتراك في بعض الأُمور ، كالاشتراك في الإيمان ، فالمؤمنون إخوة في الإيمان ، وهو المراد بقوله : ( لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ) وقوله : ( وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) . وقد يكون بالاشتراك في الدين ، وإن كان فيهم المنافق ، كاشتراك
79
نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 79