نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 80
المسلمين في الإسلام الظاهر ، وإن كان مع ذلك الاشتراك في النسب فهو أوكد ، وقوم موسى كانوا ( أَنفُسَنَا ) بهذا الاعتبار . قوله تعالى : ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) أي : رجالنا ورجالكم ، أي : الرجال الّذين هم من جنسنا في الدين والنسب ، والرجال الّذين هم من جنسكم ، والمراد التجانس في القرابة فقط ; لأنّه قال : ( أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) فذكر الأولاد وذكر النساء والرجال ، فعُلم أنّه أراد الأقربين إلينا من الذكور والإناث من الأولاد والعصبة ; ولهذا دعا الحسن والحسين من الأبناء ، ودعا فاطمة من النساء ، ودعا عليّاً من رجاله ، ولم يكن عنده أحد أقرب إليه نسباً من هؤلاء ، وهم الّذين أدار عليهم الكساء . والمباهلة إنّما تحصل بالأقربين إليه ، وإلاّ فلو باهل بالأبعدين في النسب وإن كانوا أفضل عند اللّه لم يحصل المقصود ، فإنّ المراد أنّهم يدعون الأقربين كما يدعو هو الأقرب إليه . والنفوس تحنو على أقاربها ما لا تحنوا على غيرهم ، وكانوا يعلمون أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم ، ويعلمون أنّهم إن باهلوه نزلت البهلة عليهم وعلى أقاربهم ، واجتمع خوفهم على أنفسهم وعلى أقاربهم ، فكان ذلك أبلغ في امتناعهم وإلاّ فالإنسان قد يختار أن يهلك ويحيا ابنه ، والشيخ الكبير قد يختار الموت إذا بقي أقاربه في نعمة
80
نام کتاب : تفسير آية المباهلة ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 80