هل غير العرب أكفاء للعرب في النِّكاح ( وما ذكره كثير من العلماء من أن غير العرب ليسوا أكفاء للعرب في النكاح ؛ فهذه مسألة نزاع بين العلماء ؛ فمنهم من لا يرى الكفاءة إلا في الدين ، ومن رآها في النسب أيضاً ؛ فإنه يحتج بقول عمر : « لأمنعن ذوات الأحساب إلا من الأكفاء » [1] ؛ لأن النكاح مقصوده حسن الألفة فإذا كانت المرأة أعلى منصباً اشتغلت عن الرجل ، فلا يتم به المقصود ، وهذه حجة من جعل ذلك حقاً لله حتى أبطل النكاح إذا زوجت المرأة بمن لا يكافئها في الدين أو المنصب ، ومن جعلها حقّاً لآدمي قال : إن في ذلك غضاضة على أولياء المرأة وعليها والأمر إليهم في ذلك . ثم هؤلاء لا يخصون الكفاءة بالنسب ، بل يقولون : هي من الصفات التي تتفاضل بها النفوس ؛ كالصناعة واليسار والحرية وغير ذلك ، وهذه مسائل اجتهادية ترد إلى الله والرسول ؛ فإن جاء عن الله ورسوله ما يوافق أحد القولين فما جاء عن الله لا يختلف ، وإلا ؛ فلا يكون قول أحد حجة على الله ورسوله ) [2] * * *
[1] رواه الدارقطني في « السنن » ( 3719 ) ، والبيهقي في « السنن الكبرى » ( 12838 ) ، وعبد الرزاق في « المصنف » . [2] « مجموع الفتاوى » ( 19 / 28 ) .