لا يُقَبَّل ما على وجه الأرض إلاَّ الحجر الأسود ( ولما حج النبي ( ص ) استلم الركنين اليمانيين ولم يستلم الشاميين ؛ لأنهما لم يبنيا على قواعد إبراهيم ، فإن أكثر الحجر من البيت ، والحجر الأسود استلمه وقبله ، واليماني استمله ولم يقبله ، وصلى بمقام إبراهيم ولم يستلمه ولم يقبله ؛ فدل ذلك على أن التمسح بحيطان الكعبة غير الركنين اليمانيين وتقبيل شيء منها غير الحجر الأسود ليس بسنة ، ودل على أن استلام مقام إبراهيم وتقبيله ليس بسنة ، وإذا كان هذا نفس الكعبة ونفس مقام إبراهيم بها ؛ فمعلوم أن جميع المساجد حرمتها دون الكعبة ، وأن مقام إبراهيم بالشام وغيرها وسائر مقامات الأنبياء دون المقام الذي قال الله فيه : { واتَّخِذوا مِنْ مَقامِ إبْراهيمَ مُصَلَّى } [1] . فعلم أن سائر المقامات لا تُقصد للصلاة فيها ، كما لا يُحج إلى سائر المشاهد ولا يُتمسح بها ، ولا يقبل شيء من مقامات الأنبياء ولا المساجد ولا الصخرة ولا غيرها ، ولا يقبل ما على وجه الأرض ؛ إلا الحجر الأسود ) [2] * * *