مسلم في « صحيحه » [1] عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ، فزاد بعض أهل الأهواء في ذلك حتى زعموا أنه عهد إلى علي رضي الله عنه بالخلافة بالنص الجلي بعد أن فرش له وأقعده على فراش عالية ، وذكروا كلاماً وعملاً قد عُلم بالاضطرار أنه لم يكن من ذلك شيء ، وزعموا أن الصحابة تمالؤوا على كتمان هذا النص ، وغصبوا الوصي حقه ، وفسقوا وكفروا إلاّ نفراً قليلاً . والعادة التي جبل الله عليها بني آدم ثم ما كان القوم عليه من الأمانة والديانة وما أوجبته شريعتهم من بيان الحق يوجب العلم اليقيني بأن مثل هذا ممتنع كتمانه . . . النوع الثالث : ما هو مُعَظَّم في الشريعة ؛ كيوم عاشوراء ، ويوم عرفة ، ويومي العيدين ، والعشر الأواخر من شهر رمضان ، والعشر الأول من ذي الحجة ، وليلة الجمعة ويومها ، والعشر الأول من المحرم ، ونحو ذلك من الأوقات الفاضلة ؛ فهذا الضرب قد يحدث فيه ما يعتقد أن له فضيلة ، وتوابع ذلك ما يصير منكراً يُنهى عنه ، مثل ما أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من التعطش والتحزن والتجمع وغير ذلك من الأمور المحدثة التي لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله ( ، ولا أحد من السلف ؛ لا من أهل بيت رسول الله ( ص ) ، ولا من غيرهم . . . ) [2] * * *
[1] أخرجه مسلم في ( فضائل الصحابة ، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، رقم 2408 ) . [2] « اقتضاء الصراط المستقيم » ( 2 / 617 - 624 ) .