لفظ الكلام والكلمة لا يُستعمل في اللُّغة إلاَّ مقيَّداً بمعنى الجملة التَّامَّة ( لفظ « الكلام » و « الكلمة » في لغة العرب ، بل وفي لغة غيرهم لا تستعمل إلا في المقيد ، وهو الجملة التامة ، اسمية كانت أو فعلية أو ندائية ، إن قيل إنها قسم ثالث . فأما مجرد الاسم أو الفعل أو الحرف الذي جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ؛ فهذا لا يسمى في كلام العرب قط كلمة ، وإنما تسمية هذا كلمة اصطلاح نحوي ، كما سموا بعض الألفاظ فعلاً ، وقسموه إلى فعل ماض ومضارع وأمر . والعرب لم تسم قط اللفظ فعلاً ؛ بل النحاة اصطلحوا على هذا ، فسموا اللفظ باسم مدلوله ؛ فاللفظ الدال على حدوث فعل في زمن ماض سموه فعلاً ماضياً ، وكذلك سائرها . وكذلك حيث وُجد في الكتاب والسنة ، بل وفي كلام العرب نظمه ونثره لفظ كلمة ؛ فإنما يُراد به المفيد التي تسميها النحاة جملة تامة ؛ كقوله تعالى : { وَيُنْذِرَ الذينَ قالوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِمْ إنْ يَقولونَ إلاَّ كَذِباً } [1] ، وقوله تعالى : { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذينَ كَفَروا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا } [2] ، وقوله تعالى :