النزاع في الأحكام وخفاء العلم بما يوجب الشِّدَّة قد يكون رحمة ( النزاع في الأحكام قد يكون رحمةً إذا لم يفض إلى شرٍّ عظيم من خفاء الحكم ، ولهذا صنف رجل كتاباً سماه « كتاب الاختلاف » ؛ فقال أحمد : سمه « كتاب السعة » ، وإن الحق في نفس الأمر واحد ، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لما في ظهوره من الشدة عليه ، ويكون من باب قوله تعالى : { لا تَسْألوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [1] . وهكذا ما يوجد في الأسواق من الطعام والثياب قد يكون في نفس الأمر مغصوباً ، فإذا لم يعلم الإنسان بذلك كان كله له حلالاً لا إثم عليه فيه بحال ؛ بخلاف ما إذا علم ، فخفاء العلم بما يوجب الشدة قد يكون رحمة ، كما أن خفاء العلم بما يوجب الرخصة قد يكون عقوبة ، كما أن رفع الشك قد يكون رحمة وقد يكون عقوبة ، والرخصة رحمة ) [2] * * *