نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 80
وطاعة أمره احتجّوا بالقدر ، فصاروا يحتجّون بالقدر على ترك حقّ ربّهم ومخالفة أمره بما لا يقبلونه ممّن ترك حقّهم وخالف أمرهم » [1] . وله كلام آخر طويل في تقبيح الإحتجاج بالقدر وإبطاله ، ثمّ إنّه في آخر الكلام ، - لنصبه وعداوته لأمير المؤمنين عليه السّلام - ينسب القدر إليه ، ويتعرّض للخبر الموضوع عليه ، وهذه عبارته : « ثمّ نعلم إنّ هذه الحجّة باطلة بصريح العقل عند كلّ أحد مع الإيمان بالقدر وبطلان هذه الحجّة لا يقتضي التكذيب بالقدر ، وذلك أنّ بني آدم مفطرون على احتياجهم إلى جلب المنفعة ودفع المضرّة ، ولا يعيشون ولا يصلح لهم دنيا ولا دين إلاّ بذلك ، فلا بدّ أن يأتمروا بما فيه تحصيل منافعهم ودفع مضارّهم ، سواء بعث إليهم رسول أو لم يبعث ، لكن علمهم بالمنافع والمضار بحسب عقولهم وقصودهم ، والرسل صلوات الله عليهم بعثوا بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فأتباع الرسل أكمل الناس في ذلك ، والمكذّبون للرسل انعكس الأمر في حقّهم ، فصاروا يتّبعون المفاسد ويعطّلون المصالح ، فهم شرّ الناس ، ولا بدّ لهم مع ذلك من أمور يجتلبونها وأمور يجتنبونها ، وأن يدافعوا جميعاً ما يضرّهم من الظلم والفواحش ونحو ذلك .