نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 78
« الاحتجاج بالقدر حجّة باطلة داحضة باتّفاق كلّ ذي عقل ودين من جميع العالمين ، والمحتج به لا يقبل من غيره مثل هذه الحجّة إذا احتجّ بها في ظلم أتاه وترك ما يجب عليه من حقوقه ، بل يطلب منه ماله عليه ويعاقبه على عداوته ، وإنّما هي من جنس شبه السوفسطائيّة التي تعرض في العلوم ، فكما أنّك تعلم فسادها بالضرورة وإن كانت تعرض لكثير من الناس ، حتى قد يشكّ في وجود نفسه وغير ذلك من المعارف الضروريّة ، فكذلك هذا يعرض في الأعمال حتّى يظنّ أنّها شبهة في اسقاط الصدق والعدل الواجب وغير ذلك ، وإباحة الكذب والظلم وغير ذلك ، ولكن يعلم القلوب بالضرورة أنّ هذه شبهة باطلة ، وهذه لا يقبلها أحد عند التحقيق ، ولا يحتجّ بها أحد إلاّ مع عدم علمه بالحجّة بما فعله ، فإذا كان مع علمه بأنّ فعله هو المصلحة وهو المأمور ، وهو الذي ينبغي فعله ، لم يحتج بالقدر ، وكذلك إذا كان معه علم بأنّ الذي لم يفعله ليس عليه أن يفعله ، أو ليس بمصلحة ، أو ليس هو مأموراً به ، لم يحتج بالقدر ، بل إذا كان متّبعاً لهواه بغير علم احتجّ بالقدر ، ولهذا لمّا قال المشركون ( لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْء ) قال الله تعالى : ( هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) . فإنّ هؤلاء المشركين يعلمون - بفطرتهم وعقولهم - أنّ هذه
78
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 78