نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 64
الشرع المتقدّم ، فالشاة والبعير ونحو ذلك ممّا أحلّه الله تعالى في دين من كان قبلنا ، ولم يقدح في ذلك التحليل المتقدّم ما ابتدعوه ، حتى جاء الإسلام وأنزل الله سبحانه ( وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ ) ، ألا ترى كيف بقيت ذبائح أهل الكتاب على أصل التحليل بالشرع المتقدم ، ولم يقدح في التحليل ما أحدثوه من الكفر وعبادة الصلبان ، فكذلك كان ما ذبحه أهل الأوثان محلّلا بالشرع المتقدم حتى خصّه القرآن بالتحريم » [1] . أقول : وهذا الكلام في غاية السخافة والركّة ، فإنّ مناط الإشكال ليس على مجرّد أكل ذبيحة الأصنام ، بل إنّ تجويز أكلها ودعوة الغير إلى ذلك قبيح جداً ، فحصر الإشكال في الأكل دليلٌ على عدم التدبر وقلّة التأمل ، وكيف يصدق العاقل الدين أن لا يتنزّه رسول الله صلّى الله عليه وآله عمّا تنزّه منه زيد ، وهو المعصوم بالعصمة الإلهيّة - بالإجماع القطعي - وأعقل الناس طُرّاً بلا خلاف : قال القاضي عياض : « وأمّا وفور عقله ، وذكاء لبّه ، وقوّة حواسّه ، وفصاحة لسانه ، واعتدال حركاته ، وحسن شمائله ، فلا مرية أنّه كان أعقل الناس وأذكاهم ، ومن تأمل تدبيره أمر بواطن الخلق