نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 63
الالتزام بمدلوله ومعناه الظاهر بل الصريح فيه ، فأشكل عليه الأمر ، وجعل يتكلَّف للخروج من المأزق ! قال السهيلي - بعد نقل حديث البخاري في كتاب الذبائح - : « وفيه سؤال : يقال : كيف وفّق الله زيداً إلى ترك أكل ما ذبح على النصب وما لم يذكر اسم الله عليه ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان أولى بهذه الفضيلة في الجاهليّة ، لما ثبت من عصمة الله له ؟ فالجواب من وجهين : أحدهما : إنّه ليس في الحديث حين لقيه ببلدح ، فقدّمت إليه السفرة ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكل منها ، وإنّما في الحديث إنّ زيداً قال حين قدّمت إليه السفرة : لا آكل ممّا لم يذكر اسم الله عليه . الجواب الثاني : إنّ زيداً إنّما فعل ذلك برأي رآه لا بشرع متقدم ، وإنّما تقدم شرع إبراهيم بتحريم الميتة لا بتحريم ما ذبح لغير الله ، وإنّما نزل تحريم ذلك في الإسلام ، وبعض الأصوليّين يقولون : الأشياء قبل ورود الشرع على الإباحة . فان قلنا : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يأكل ممّا ذبح على النصب ، فإنّما فعل أمراً مباحاً وإن كان لا يأكل منها ، فلا اشكال ، وإن قلنا أيضاً : إنّها ليست على الإباحة ولا على التحريم ، وهو الصحيح ، فالذبائح خاصّة لها أصل في تحليل
63
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 63