نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 45
تبرّأ إبراهيم فيه من أبيه . فقيل : كان ذلك في حياة الدنيا لما مات آزر مشركاً . وهذا الوجه أخرجه الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، واسناده صحيح ، وفي رواية : فلمّا ماتا لم يستغفر له ، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه قال : استغفر له ما كان حيّاً ، فلما مات أمسك ، وأورد أيضاً من طريق مجاهد وقتادة وعمر بن دينار نحو ذلك . وقيل : إنّما تبرّء منه يوم القيامة لما أيس منه حين مسخ ، على ما صرّح به في رواية ابن المنذر التي أشرت إليها ، وهذا أخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الملك بن أبي سليمان : سمعت سعيد بن جبير يقول : إنّ إبراهيم يقول يوم القيامة : ربّ والدي ، ربّ والدي ، فإذا كانت الثالثة أخذ بيده فيلتفت إليه وهو غضبان فيتبرّء منه ، ومن طريق عبيد بن عمير قال : يقول إبراهيم لأبيه : إنّي كنت آمرك في الدنيا فتعصيني ، ولست تاركك اليوم ، فخذ بحقوتي ، فيأخذ بضبعيه فيمسخ ضبعاً ، فإذا رآه إبراهيم مسخ تبرّء منه . ويمكن الجمع بين القولين : بأنه تبرّء منه لمّا مات مشركاً ، فترك الاستغفار ، لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقّة فسأل فيه ، فلمّا رآه مسخ يئس منه حينئذ ، وتبرّء منه تبرّياً أبديّاً . وقيل : إن إبراهيم لم يتيقّن موته على الكفر ، لجواز أن يكون
45
نام کتاب : الصحيحان في الميزان ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 45