نام کتاب : الرد النفيس على أباطيل عثمان الخميس نویسنده : حسن عبد الله علي جلد : 1 صفحه : 313
وقرره دون أن يكون أراد بها غيره ما عداه . يوضح ذلك ويزيده بياناً أنه لو قال : ألستم تعرفون داري التي في موضع كذا ؟ ثم وصفها وذكر حدودها ، فإذا قالوا : بلى ، قال لهم : فاشهدوا أن داري وقف على المساكين ، وكانت له دور كثيرة لم يجز أن يحمل قوله في الدار التي وقفها إلاّ على أنها الدار التي قرّرهم على معرفتها ووصفها . وكذلك لو قال لهم : ألستم تعرفون عبدي فلاناً ( النوبي ) ؟ فإذا قالوا : بلى ، قال لهم : فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله تعالى ، وكان له مع ذلك عبيد سواه لم يجز أن يقال : إنه أراد إلاّ عتق من قررهم على معرفته دون غيره من عبيده ، وإن اشترك جميعهم في اسم العبودية . وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ، ثبت أن مراد النبي ( ص ) بقوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، معنى الأولى ، الذي قدم ذكره وقرره ، ولم يجز أن يصرف إلى غيره من سائر أقسام لفظة ( مولى ) وما تحتمله . وذلك يوجب أن علياً ( ص ) أولى بالناس من أنفسهم بما ثبت أنه مولاهم كما أثبت النبي ( ص ) لنفسه أنه مولاهم وأثبت له القديم تعالى أنه أولى بهم من أنفسهم فثبت أنه أولى بهم من أنفسهم ، فثبت أنه أولى بلفظ الكتاب العزيز ، وثبت أنه مولى بلفظ نفسه ، فلو لم يكن المعنى واحداً لما تجاوز ما حد له في لفظ الكتاب العزيز إلى لفظ غيره ، فثبت لعلي ( ع ) ما ثبت له في هذا المعنى من غير عدول إلى معنى سواه ) [1] .