responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 8


وأما ما جنحت إليه ، وعولت في التكفير عليه ، من التوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على العدى ، وقضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرضين والسماوات ، إلى آخر ما ذكرتم ، موقدا به نيران الفرقة والشتات ، فقد أخطأت فيه خطأ مبينا ، وابتغيت فيه غير الإسلام دينا ، فإن التوسل بالمخلوق مشروع ، ووارد في السنة القويمة ليس بمحظور ولا ممنوع ، ومشارع الحديث الشريف بذلك مفعمة ، وأدلته كثيرة محكمة ، تضيق المهارق عن استقصائها ، ويكل اليراع إذا كلف بإحصائها ، ويكفي منها توسل الصحابة والتابعين ، في خلافة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، واستسقاؤهم عام الرمادة بالعباس ، واستدفاعهم به الجدب والبأس ، وذلك أن الأرض أجدبت في زمن عمر رضي الله عنه ، وكانت الريح تذرو ترابا كالرماد لشدة الجدب ، فسميت عام الرمادة لذلك ، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس بن عبد المطلب يستسقي للناس ، فأخذ بضبعيه ، وأشخصه قائما بين يديه ، وقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك ، فإنك تقول وقولك الحق : " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا " [1] ، فحفظتهما لصلاح أبيهما ، فاحفظ اللهم نبيك في عمه ، فقد دنونا به إليك مستغفرين ، ثم أقبل على الناس وقال : استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، والعباس عيناه تنضحان يقول : اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعة ، فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى ، وأنت تعلم السر وأخفى ، اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا ، إنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون ، اللهم فأغثهم بغياثك فقد تقرب القوم إليك بمكانتي من نبيك عليه السلام " فنشأت سحابة ، ثم تراكمت ، وماست فيها ريح ، ثم هزت ، ودرت بغيث واكف . وعاد الناس يتمسحون بردائه ويقولون له :
هنيئا لك ساقي الحرمين .
فأخبرني - يا أخا العرب - هل تكفر بهذا التوسل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، وتكفر معه سائر من حضر من الصحابة والتابعين ، لكونهم جعلوا بينهم وبين الله واسطة من الناس ، وتشفعوا إليه بالعباس ، وهل أشركوا بهذا الصنيع مع الله



[1] س 18 / آ 82

8

نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست