responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 7


الأرضين والسماوات ، وكفر قد استحللتم به القتال وانتهاك الحرمات ، ولعمر الله أنك قد ضللت وأضللت ، وركبت مراكب الطغيان بما استحللت ، وشنعت وهولت ، وعلى تكفير السلف والخلف عولت ، وها نحن نحاكمك إلى كتاب الله المحكم ، وإلى السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما ما أقدمت عليه من قتال أهل الإسلام ، وإخافة أهل البلد الحرام ، والتسلط على المعتصمين بكلمتي الشهادة ، وأدمتم إضرام الحرب بين المسلمين وإيقاده ، فقد اشتريتم في ذلك حطام الدنيا بالآخرة ، ووقعتم بذلك في الكبائر المتكاثرة ، وفرقتم كلمة المسلمين ، وخلعتم من أعناقكم ربقة الطاعة والدين ، وقد قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة " [1] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله - أي ومحمد رسول الله - فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها ، وحسابهم على الله " .
وحيث كنت لكتاب الله معتمدا ، ولعماد سنته مستندا ، فكيف بعد هذا - ويحك - تستحل دماء أقوام بهذه الكلمة ناطقون ، وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون ، ولدعائم الإسلام يقيمون ، ولحوزة الإسلام يحمون ، ولعبدة الأصنام يقاتلون . ، وعلى التوحيد يناضلون ، وكيف قذفتم أنفسكم في مهواة الإلحاد ، ووقعتم في شق العصا والسعي في الأرض بالفساد ؟ .
وأما ما تأولته عليهم من تكفيرهم بزيارة الأولياء والصالحين ، وجعلهم وسائط بينهم وبين رب العالمين ، وزعمت أن ذلك شنشنة الجاهلية الماضين ، فنقول لكم في جوابه : معاذ الله أن يعبد مسلم تلك المشاهد ، وأن يأتي إليها معظما تعظيم العابد ، وأن يخضع لها خضوع الجاهلية للأصنام ، وأن يعبدها بسجود أو ركوع أو صيام ، ولو وقع ذلك من جاهل لانتهض إليه ولاة الأمر والعظماء ، وأنكره العارفون والعلماء ، وأوضحوا للجاهل المنهج القويم ، وهدوه الصراط المستقيم .



[1] س 4 / آ 94 إتحاف - 5 -

7

نام کتاب : إتحاف أهل الزمان نویسنده : عمر غامسوري    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست