responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 85


بهم من المعاطب والظلمات . وقد بلغ الشعر بابن حجاج كل مبلغ فحصّل الأموال ، وعقد الأملاك ، وصار مقضيّ الحاجة ، مقبول الشفاعة ، محذور الجانب ، متقى اللسان [1] .
ولم يكن السخف كل بضاعة ابن حجاج : فقد كان يجيد في سائر ضروب الشعر إجادة الفحول ، واضطر الشريف إلى العكوف على دراسة شعره فأخرج منه مختارات سماها ( الحسن من شعر الحسين ) .
ولما مات رثاه الشريف بقصيدة جيدة ابتدأها بهذين البيتين :
نعوه على ضنّ قلبي به * فلله ماذا نعى الناعيان رضيع ولاء له شعبة * من القلب فوق رضيع اللَّبان وختمها بهذين البيتين :
فزل كزيال الشباب الرطيب * خانك يوم لقاء الغواني ليبك الزمان طويلا عليك * فقد كنت خفة روح الزمان وأستطيع أن أقول إن الشريف كان يعطف على ابن حجاج لبعض الوفاق في المذاهب الدينية أو السياسية : فقد كان يعرض ببعض خصوم أهل البيت ، كأن يقول في خطاب أبي إسحاق الصابي :
فداك اللَّه بي وبكل حيّ * من الدنيا دنيّ أو شريف يحلّ لك التغافل عن أناس * تولوا ظلم خادمك الضعيف ولست بكافر فيحلّ مالي * ولا الحجاج جدي من ثقيف فمر بدراهمي ضربا وإلا * جعلت سبال قوفا في الكثيف [2] ولم تمنعه مراعاة الخلافة العباسية في بغداد من مدح الخلفاء الفاطميين بالقاهرة والظفر بما في مصر من طيبات الهدايا والدنانير [3] .



[1] ص 404 .
[2] قوفا هو أبو الحسن محمد بن الهماني .
[3] تجارب الأمم ج 3 ص 404 .

85

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست