responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 22


قصائد ذلك الفاتك الصوال .
سترون أيها السادة أن الشريف الرضي كان شاعر القلب والعقل والذكاء ، سترون شاعر الانسانية يفصح عما تعاني من شهوات وأهواء وآلام وأرزاء ، وأمان وآمال .
سترون أنه يحس ما تحسون اليوم ، ويشعر بما تشعرون ، مع أنه سبقكم إلى تنسّم هواء العراق بنحو ألف سنة ، وسيظل يشارك الناس في أحلامهم وأحقادهم آلاف السنين .
أفما كان في تلك الجوانب النفسية والذوقية والعقلية ما يلفت أنظار النقاد إلى ذلك الرجل لو كانوا يفهمون أقدار المعاني ألم تكن هموم المجد في أشعار الشريف الرضي أولى بعناية النقاد من البحث عن شرقات المتنبي ألم يكن الحرص على تدوين أو أبده في نقد المجتمع أولى من الحرص على تدوين قصائد ابن الرومي في شتم الناس ألم يكن فيهم من سمع الشريف وهو يصرخ فيقول :
أنا النّضار الذي يضنّ به * لو قلَّبتني يمين منقد ألم يكن فيهم من يدفعه التطلع إلى شكواه من طول الليل في بغداد إذ يقول :
ليلي ببغداد لا أقرّ به * كأنني فيه ناظر الرمد ينفر نومي كأن مقلته * تشرج أجفانها على ضمد أما كان فيهم من يسأل كيف ضجر الرجل من أهل بغداد فقال يخاطب الثلج الذي رآه أهلها أول مرة في شهر ربيع الآخر سنة 398 .
أقول له وقد أمسى مكبا * على الأقطار يضعف أو يزيد

22

نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست