نام کتاب : عبقرية الشريف الرضي نویسنده : زكي مبارك جلد : 1 صفحه : 116
ولكن قصيدته في استقبال أبيه تدلنا على بعض ما جاش في صدره من المعاني ، ولننظر كيف يقول : طلوع هداه إلينا المغيب * ويوم تمزّق عنه الخطوب لقيتك في صدره شاحبا * ومن حلية العربيّ الشّحوب إليه تمجّ النفوس الصدور * وفيه تهنّي العيون القلوب تعزّيت مستأنسا بالعباد * والليث في كل أرض غريب [1] وأحرزت صبرك للنائبات * وللداء يوما يراد الطبيب لحا اللَّه يوما أرانا الديا * ر يندب فيها البعيد القريب وما كان موتا ولكنه * فراق تشقّ عليه الجيوب لئن كنت لم تسترب بالزمان * فقد كان من فعله ما يريب رمى بك والأمر ذاوي النبات * فآل وغصن المعالي رطيب ولما جذبت زمام الزمان * أطاع ولكن عصاك الحبيب ولما استطال عليك الزمام * وذلل فيك المطيّ اللغوب رجوت البعاد على أنه * كفيل طلوع البدور الغروب رحلت وفي كل جفن دم * عليك وفي كل قلب وجيب ولا نطق إلا ومن دونه * عزاء يغور ودمع ربيب وأنت تعللنا بالإياب * والصبر مرتحل لا يؤوب وسرّ العدافيك نقص العقول * وأعلم أن لا يسر اللبيب أما علم الحاسد المستغرّ * أن الزمان عليه رقيب قدمت قدوم رقاق السحاب * تخطر والربع ربع جديب فما ضحك الدهر إلا إليك * مذبان في حاجبيه القطوب