نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 9
فهو راجع إلى الشعراء الذين لا همّ لهم سوى الحصول على المزيد من حطام الدنيا من خلال مدح ذوي الجاه والمقام أملاً في نيل عطائهم ، أو إثارة شهواته الجامحة التي تعصف بالمجتمع في ورطة الانحلال الأخلاقي . ثمّ إنّه سبحانه لا ينظر إلى الجميع على حدّ سواء بل يستثني منهم طائفة ، بقوله : ( إِلاّ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَروُا اللّه كَثِيراً وَانْتَصروا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلب يَنْقَلِبُون ) ( 1 ) . وبذلك يتبين موقف الأحاديث الواردة في هذا المضمار ، فهي بين مندِّدة بالشعر وبين مادحة له ، كما في قوله : إنّ من الشعر لحكمة ، وإنّ من البيان لسحرا . ( 2 ) وقد كان الشعر هو الوسيلة الوحيدة للإعلام وإثارة العواطف والأحاسيس وبثّ الأفكار من خلاله ، وكان للشعر والشعراء في عصر النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وبعده مقام شامخ ، وكان أئمّة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) يغدقون عليهم بالعطايا والصلات . قال البراء بن عازب : إنّ رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قيل له : إنّ أبا سفيان بن حارث بن عبد المطلب يهجوك ، فقام عبد اللّه بن رواحة فقال : يا رسول اللّه : ائذن لي فيه ، فقال : « أنت الذي تقول ثبَّت اللّه » ، قال : نعم ، قلت يا رسول اللّه . فثبت اللّه ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصراً مثل ما نصروا قال صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم : « وأنت يفعل اللّه بك خيراً مثل ذلك » . ( 3 )