نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 10
و قد أنشد كعب بن زهير قصيدته التي قالها في مدح النبي في مسجده الشريف ، والتي مطلعها : بانت سُعادُ فقلبي اليوم متبول * متيّم إثرَها لم يفد مكْبولُ قال الحاكم : لما أنشد كعب قصيدته هذه لرسول اللّه ، وبلغ قوله : إنّ الرسول لسيفٌ يُستضاء به * وصارمٌ من سيوف اللّه مسلول أشار - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بكمه إلى الخلق ليسمعوا منه . ( 1 ) ويروى أنّ كعباً أنشد « من سيوف الهند » فقال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : من سيوف اللّه . قال المقريزي في حوادث السنة الثامنة من الهجرة : ففي هذه السنة كان إسلام كعب بن زهير بن أبي سُلمى ، فأسلم وقدم على رسول اللّه المدينة وأنشده القصيدة فكساه بُردة كانت عليه ، وقال ابن قتيبة : أعطى رسول اللّه كعب بن زهير راحلة وبُردًا ، فباع البُرد من معاوية بعشرين ألفاً ، فهو عند الخلفاء إلى اليوم . ( 2 ) وقد تأسّى أئمّة العترة الطاهرة بالنبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في تكريم الشعراء المجاهرين بولائهم ، المخلصين من الذين كانوا ينظمون القريض لغايات دينيّة ، معرضين عن التردّد على بلاط الخلفاء الأمويين والعباسيين ، وقد كان لشعرهم يومذاك تأثير بالغ في قلوب الناس ، وإيقاظ ضمائرهم ، ولهذا الهدف الأسمى كان أئمّة أهل البيت يبجّلون بشعرهم ويدعون لهم ويغدقون عليهم بالصلات ، ولهذه الغاية راجت بين شيعة أئمّة أهل البيت ميميّة الفرزدق ، وهاشميّات الكميت ، وعينية الحميري ، وتائية دعبل الخزاعي ، وميميّة الأمير أبي فراس ، وكانوا يحفظونها