responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 350


أمره بلا مشاورة مشير ، ولا معه شريكٌ في تقدير ، ولا تفاوت في تدبير ، صوّر ما أبدع على غير مثال ، وخلق بلا معونة من أحد ولا تكلّف ولا احتيال ، أنشأها فكانت ، وبرأها فبانت ، فهو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو المتقن الصنعة ، الحسن الصنيعة ، العدل الذي لا يجور ، والأكرم الذي ترجع إليه الأُمور .
وأشهد أنّه الذي تواضع كلُّ شيء لقدرته ، وخضع كلُّ شيء لهيبته ، مالك الأملاك ومفلك الأفلاك ومسخّر الشمس والقمر كلٌّ يجري لأجل مسمّى ، يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثاً ، قاصم كلّ جبّار عنيد ومهلك كلّ شيطان مريد ، لم يكن معه ضدّ ولا ندّ ، أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، إله واحد وربّ ماجد ، يشاء فيمضي ، ويريد فيقضي ، ويعلم ويحصي ، ويميت ويحيي ، ويفقِر ويُغني ، ويُضحك ويُبكي ، ويدني ويُقصي ، ويمنع ويعطي ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير .
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلاّ هو العزيز الغفار مجيب الدعاء ومجزل العطاء ، محصي الأنفاس ، وربّ الجِنّة والناس ، لا يشكل عليه شيء ، ولا يضجره صراخ المستصرخين ، ولا يبرمه إلحاح الملحّين ، العاصم للصالحين والموفّق للمفلحين ، ومولى العالمين الذي استحقّ من كلِّ من خلق أن يشكره ويحمده .
أحمده ( 1 ) على السرّاء والضرّاء والشدّة والرخاء ، وأُؤمنُ به وبملائكتِه وكُتُبِهِ ورُسُلِه ، أسمع أمره وأُطيع ، وأُبادر إلى كلّ ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته ، وخوفاً من عقوبته ، لأنّه اللّه الذي لا يؤمن مكره ، ولا يُخاف جوره ، أُقرُّ له على نفسي بالعبوديّة وأشهد له بالربوبية ، وأُؤدّي ما أوحي إليّ حذاراً من أن لا أفعل فتحلّ بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد وإن عظمت حيلته .


1 - من المصدر .

350

نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست