نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 349
فأمر رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أن يُقَمَّ ( 1 ) ما تحتهنّ وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس ، فتراجع الناس واحتبس أوائلهم على أواخرهم في ذلك المكان لا يزولون . فقام رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فوق تلك الأحجار ، ثمّ حمد اللّه تعالى وأثنى عليه فقال : الحمد للّه الّذي علا في توحّده ، ودنا في تفرّده ، وجلّ في سلطانه ، وعظم في أركانه ، وأحاط بكلّ شيء وهو في مكانه ، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه ; مجيداً لم يزل ، ومحموداً لا يزال ; بارئ المسموكات ( 2 ) ، وداحي المدحوات ، وجبّار الأرض ( 3 ) والسماوات ; قدوس سبّوح ربّ الملائكة والروح ; متفضّل على جميع من برأه ، متطوّل على جميع ما أدناه ، يلحظ كلّ عين والعيون لا تراه ، كريم حليم ذو أناة قد وسع كلّ شيء رحمتُه ، ومنّ عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه ، ولا يبادر عليهم بما استحقّوا من عذابه ; قد فهم السرائر وعلم الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ولا اشتبهت عليه الخفيّات ، له الإحاطة بكلّ شيء ، والغلبة على كلّ شيء والقوّة في كلّ شيء والقدرة على كلّ شيء لا مثله شيء وهو منشئ الشيء حين لا شيء ، دائم قائم بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم ، جلّ أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير ، لا يلحق أحدٌ وصفه من معاينة ، ولا يجده أحد ، ولا يقال فيه كيف هو من سرّ وعلانية إلاّ بما دلّ عزّ وجلّ على نفسه . وأشهد بأنّه اللّه الذي ملأ الدهر قدسُه ، والذي يغشى الأبد نوره ، والذي نفذ
1 - القُمامة : الكناسة ، قمّ البيت قمّاً من - باب قتل - كَنَسَهُ ( مجمع البحرين « قمّ ) » . 2 - السَّمكُ : السَّقْف ، وقيل هو أعلى البيت إلى أسفله ، وفي الحديث : اللّهم بارئ المسموكات السبع ، أي السماوات السبع ( لسان العرب : « سمك ) » . 3 - « الأرض » من المصدر .
349
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 349