responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 348


ويقيم عليّاً على الناس يهتدون به ، ولم يأته بالعصمة من اللّه جلّ جلاله بالذي أراد حتى أتى « كراع الغميم ( 1 ) ، موضع بين مكّة والمدينة ، فأتاه جبرئيل ( عليه السَّلام ) وأمره بالذي أتاه به من قبل اللّه سبحانه ، ولم يأته أيضاً بالعصمة .
فقال : يا جبرائيل إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ أخي وابن عمّي .
قال : فرحل النبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فلمّا بلغ غدير خم وهو قبل الجُحْفة ( 2 ) بثلاثة أميال أتاه جبرئيل ( عليه السَّلام ) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمّد إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) في عليّ ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) ( 3 ) وكان أوائلهم قريباً من الجحفة ، فأمره بأن يردّ من تقدّم منهم ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان ، ليقيم عليّاً للناس عَلَماً ويبلِّغهم ما أنزل اللّه تعالى في عليّ ، وأخبره أنّ اللّه عزّ وجلّ قد عصمه من الناس .
فأمر رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عند ما جاءته العصمة منادياً ينادي في الناس الصلاة جامعة ويردَّ من تقدّم منهم ويحبس من تأخّر ، وتنحّى عن يمين الطريق ونزل إلى جنب مسجد الغدير ، أمره بذلك جبرئيل عليه السَّلام عن اللّه عزّ وجلّ ، وكان في الموضع سلمات ( 4 ) .


1 - « كراع الغميم » : موضع بالحجاز بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال ، وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتدّ إليه ( مراصد الاطلاع : 3 / 1153 ) . 2 - كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة . . . وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرّوا على المدينة ( ياقوت الحموي : معجم البلدان : 2 / 111 ) . 3 - المائدة : 67 . 4 - السَّلم : شجر من العِضاه ، واحدتها « سلمة » بفتح اللاّم ، وورقها القرظ الذي يُدبَغُ به وتجمع على سَلَمات ( ابن الأثير : النهاية : 2 / 395 ) .

348

نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست