نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 347
والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلّمها إلى وصيّك وخليفتك من بعدك حجّتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب ; فأقمه للنّاس علماً وجدِّد عهده وميثاقه وبيعته ، وذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليّي ومولاهم ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ، فإنّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلاّ من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي ، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي وطاعته ، وذلك أنّي لا أترك أرضي بغير قيّم ليكون حجّة لي على خلقي ; فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً بولاية وليِّي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة عليّ عبدي ووصي نبييّ والخليفة من بعده ; وحجّتي البالغة على خلقي مقرون طاعته بطاعة محمد نبيّي ، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي ; من أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، وإنّي جعلته علماً بيني وبين خلقي ، من عرفه كان مؤمناً ، ومن أنكره كان كافراً ، ومن أشرك ببيعته كان مشركاً ، ومن لقيني بولايته دخل الجنّة ، ومن لقيني بعداوته دخل النار . فأقم يا محمّد عليّاً علماً وخذ عليهم البيعة ، وجدّد عهدي وميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه ، فإنّي قابضك إليَّ ومستقدمك عليَّ . قال : فخشي رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرّقوا ويرجعوا جاهليّة ; لما عرف من عداوتهم ، ولما تنطوي عليه أنفسهم لعليّ ( عليه السَّلام ) من العداوة والبغضاء ( 1 ) ، وسأل جبرئيل ( عليه السَّلام ) أن يسأل ربّه عزّ وجلّ العصمة من الناس ، وانتظر أن يأتيه جبرئيل ( عليه السَّلام ) بالعصمة من الناس عن اللّه جلّ اسمه فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل ( عليه السَّلام ) في مسجد الخيف ، فأمره بأن يعهد عهده
1 - من المصدر : وفي الأصل « البغضة والشحناء » .
347
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 347