نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 346
لك إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلاّ بعد إكمال ديني وتأكيد حجّتي ، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان ممّا يحتاج إلى أن تبلّغهما قومك : فريضة الحجّ ; وفريضة الولاية والخلافة من بعدك ، فإنّي لم أخل أرضي من حجة ولن أُخليها أبداً ، فإن ّ اللّه جلّ ثناؤه يأمرك أن تبلِّغ قومك الحجّ ، تحج ويحج معك كلّ من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر والأطراف والأعراب ، وتعلِّمهم من حجّهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم ، وتوقّفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرائع . قال : فنادى منادي رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في الناس : ألا إنّ رسول اللّه يريد الحجّ وأن يعلِّمكم من ذلك مثل الذي علَّمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذاك على مثل ما أوقفكم عليه من غيره . فخرج رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله ، فحجّ بهم وبلغ من حجّ مع رسول اللّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان ، أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى ( عليه السَّلام ) السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السَّلام ) فنكثوا البيعة واتّبعوا العجل والسامريّ ، وكذلك رسول اللّه أخذ البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السَّلام بالخلافة على عدد أصحاب موسى ( عليه السَّلام ) فنكثوا البيعة واتّبعوا العجل سنّة بسنّة ومثلاً بمثل . واتصلت التلبية ما بين مكّة والمدينة . فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرئيل ( عليه السَّلام ) عن اللّه تعالى فقال : يا محمد إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرؤك السّلام ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك وحانت مدّتك وأنا مستقدمك على ما لا بدّ منه ولا عنه محيص ، فاعهد عهدك وقدّم وصيّتك واعمد إلى ما عندك من العلم ، وميراث علوم الأنبياء من قبلك
346
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 346