نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 204
الإيمان بها لمن هو أهله والإقامة على ذلك ، ومعرفة أربابها على أن يكون وقف العيس مجازاً على الإقامة ، كحط الرحل وإلقاء العصا والإقامة مجازاً عن الإيمان الثّابت بأهلها . ويحتمل أن يريد بالعيس مطايا العزم وإثبات المطايا للعزم كإثبات اليد للشمال في قوله : « إذْ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشِّمالِ زِمامُها » ( 1 ) ، وتخصيص العيس لكونها كرام المطايا . ويحتمل أن يريد بها نفسه وقواه وجوارحه وكنّى به عن أنّ الإيمان قد انثبت في جميع ذلك وشبّهها بالمطايا لأنّها محامل الأفعال والأخلاق ، وخصّ العيس تنبيهاً على تبرّئها عن شوب مواد الكفر والنفاق والشكّ والارتياب ، ولما تضمّن لفظ العيس مخالطة الشقرة تضمّن التنبيه على أنّها لارتكابها المعاصي ليست خالصة البياض بل فيها كدرة ، ثمّ في التعبير عن إيمانه بالجملة الفعلية المقرونة ب « لما » إيماء إلى أنّه تجدّد إيمانه بعد أن لم يكن . والأمر كذلك لما عرفت من أنّه كان كيسانياً وحينئذ فيحتمل أن يكون بكاؤه على زلّته السابقة ومضى ما مضى من عمره في عدم الإيمان ، أي والعين لما عرفت الحق تدمع تأسّفاً وتحسّراً على ما فاته من معرفته فيما مضى . ومراده بمن كان يلهو به : إمّا أئمّة الحقّ إن كان المراد أنّه كان يشتغل به عن غيره أو يسرّ ويبتهج بسببه أو استعانته أو في صحبته . و إمّا أئمّة الكيسانية ورؤساؤهم ، أو محمد ابن الحنفيّة رضي اللّه عنه إن كان المراد أحد تلك المعاني ، أو أنّه كان يلعب به فإنّ اعتقاد الإمامة بغير أئمّة الهدى
1 - عجزُ بيت ، للبيد بن أبي ربيعة ، أحد أصحاب المعلقات ، والبيت بكامله : و غداة ريح قد وزعت وقرة * إذ أصبحت بيد الشمال زمامها كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي : 8 / 101 ، عن ديوانه : 315 .
204
نام کتاب : شرح العينية الحميرية نویسنده : الفاضل الهندي جلد : 1 صفحه : 204