responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 279


الذّنوب على قسمين كبيرة وصغيرة قوله طاب ثراه وقوله عليه السّلام دواء الذّنوب الاستغفار ( - اه - ) ( 1 ) أشار بذلك إلى قول النبي ( - ص - ) في خبر السّكوني لكلّ داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار قوله طاب ثراه ونحو ذلك ( 2 ) مثل مرسل المفيد ( - ره - ) قال قال رجل يا رسول اللَّه ( - ص - ) انّى أذنب فما أقول إذا ثبت قال استغفر اللَّه فقال إنّي أتوب ثمَّ أعود فقال كلَّما أذنبت استغفر اللَّه فقال إذا تكثر ذنوبي فقال عفو اللَّه أكثر فلا تزول تتوب حتّى يكون الشيطان هو المدحور وأصرح من ذلك خبر الفضيل بن عثمان المرادي قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله اربع من كنّ فيه لم يهلك بعدهنّ الَّا هالك يهمّ العبد بالحسنة فيعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء وان هو عملها أجلّ سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السّيئات وهو صاحب الشمال لا تعجل عسى ان يتبعها بحسنة تمحوها فانّ اللَّه عزّ وجلّ يقول * ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) * أو الاستغفار فان قال استغفر اللَّه الَّذي لا إله الَّا هو عالم الغيب والشّهادة العزيز الحكيم الغفور الرّحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب اليه لم يكتب عليه شيء وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السّيئات اكتب على الشقي المحروم وما رواه الكليني ( - ره - ) عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عمّن ذكره عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال ما من مؤمن يقارف في يومه دليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم استغفر اللَّه الذي لا إله الَّا هو الحيّ القيّوم بديع السّموات والأرض ذا الجلال والإكرام واساله ان يصلَّى على محمّد وإله وان يتوب علىّ الَّا غفر اللَّه له ولا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة إلى غير ذلك من الأخبار والَّذي يقتضيه التدبّر في الأخبار انّ التوبة تحصل بالنّدم والعزم على عدم العود وانّ الاستغفار مكمل لذلك فتدبّر جيّدا قوله طاب ثراه وعدّهما جندين من جنود العقل ( - اه - ) ( 3 ) قد مرّ آنفا سند هذا الخبر ومحلّ الحاجة منه فلاحظ قوله طاب ثراه كما في الخبر المشهور المرويّ في نهج البلاغة ( - اه - ) ( 4 ) قد نقل ( - قدّه - ) الخبر بالمعنى ومتنه المرويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ( - ع - ) انّ قائلا قال بحضرته استغفر اللَّه فقال ثكلتك أمّك أ تدري ما الاستغفار الاستغفار درجة العلَّيين وهو اسم واقع على ستّة معان أوّلها النّدم على ما مضى والثّاني ترك العود إليه أبدا والثالث ان تؤدّى إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى اللَّه عز وجل أملس ليس عليك تبعة والرابع ان تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها والخامس ان تعمد إلى اللَّحم الَّذي نبت على السّحت فتذيبه بالأحزان حتّى يلصق الجلد بالعظم وينشو بينهما لحم جديد والسّادس ان تذيق الجسم أم الطَّاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول استغفر اللَّه ويوافقه في المؤدّى ما رواه في محكي تحف العقول عن كميل بن زياد انّه قال لأمير المؤمنين ( - ع - ) العبد يصيب الذّنب فيستغفر اللَّه فقال يا ابن زياد التوبة قلت ليس قال لا قلت كيف قال انّ العبد إذا أصاب ذنبا قال استغفر اللَّه بالتّحريك قلت وما التّحريك قال الشفتان واللَّسان يريد ان يتبع ذلك بالحقيقة قلت وما الحقيقة قال تصديق القلب وإضمار ان لا يعود إلى الذّنب الَّذي استغفر منه الحديث قوله طاب ثراه ويدلّ عليه من الكتاب * ( تُوبُوا إِلَى ا لله تَوْبَةً نَصُوحاً ) * ( 5 ) الآية قد سقط من قلمه الشريف شيء والصّحيح قوله ( - تعالى - ) * ( عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ) * - * ( ويُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ) * الآية ثمَّ لا يخفى عليك ما في استدلاله بالآيتين على الوجوب من المناقشة ضرورة انّ الوجوب ان ثبت فإنّما هو بصيغة الأمر وقد التزم هو ( - قدّه - ) آنفا بانّ أوامر التّوبة إرشاديّة فلا معنى للاستدلال بها هنا على الوجوب وامّا الأخبار الَّتي تمسّك بها فهي على كثرتها قد اقتصرت على بيان ثمرة التّوبة وخلت عن الأمر فالأولى الاستدلال للوجوب بحكم العقل المذكور ولا بأس بإيراد عدّة من الأخبار الَّتي أشار إليها للتيمن بها وتبيّن صدق ما قلناه من خلوّها عن الأمر بها فمنها خبر معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول إذا تاب العبد توبة نصوحا اجله اللَّه فسترة عليه في الدّنيا والآخرة قلت وكيف يستر عليه قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذّنوب ويوحى إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحى إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان عليك من الذّنوب فيلقى اللَّه حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذّنوب ومنها صحيح أبى عبيدة قال سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول انّ اللَّه تبارك وتعالى أشدّ فرحا بتوبة عبده من رجل ؟ ؟ ؟ راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فاللَّه أشدّ بتوبة عبده من ذلك الرّجل براحلته حين وجدها ومنها خبر جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له والمقيم على الذّنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ ومنها خبر أبى بصير عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال سمعته يقول أوحى اللَّه إلى داود النّبي ( - ص - ) يا داود انّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثمَّ رجع وتاب من ذلك الذّنب وأستحيي منّى عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وانا أرحم الراحمين ومنها خبر السّكوني عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام عن أبيه ( - ع - ) عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول اللَّه ( - ص - ) انّ للَّه فضولا من رزقه ينجاه من شاء من خلقه واللَّه باسط يده عند كلّ فجر لمذنب اللَّيل هل يتوب فيغفر له ويبسط يده عند مغيب الشّمس لمذنب النّهار هل يتوب فيغفر له ومنها مرسل ابن أبي عمير المرفوع قال انّ اللَّه اعطى التّائبين ثلث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السّموات والأرض لنجوا بها قوله عزّ وجلّ * ( إِنَّ ا لله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) * فمن أحبّه اللَّه لم يعذّبه وقوله * ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ ) * وذكر الآيات وقوله * ( إِلَّا مَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ ا لله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ) * الآية إلى غير ذلك من الأخبار قوله طاب ثراه بأنّه دافع للضّرر ( - اه - ) ( 6 ) توضيحه انّ الذّنب مستعقب للعقاب والتوبة مزيلة له عقلا ونقلا فيجب لوجوب دفع الضّرر المظنون فضلا عن المقطوع به كما هو ظاهر قوله طاب ثراه يقع في مقامات ( 7 ) لا يخفى انّه قدّس سرّه وان لم يفصّل بين المقامين الآخرين وهذا المقام بكلمة الثّاني والثّالث الَّا انّه ذكر ما ينبغي ان يذكر فيهما وسنشير عند كلّ مطلب بأنّه مطلب المقام الفلاني إنشاء اللَّه تعالى قوله طاب ثراه جزم بالأولى في ( - س - ) ولعلَّه لعموم ( - اه - ) ( 8 ) التّعبير عن الثّبوت بكلمة الأولى سهو من النسّاخ والصّحيح كلمة الأوّل ثمَّ انا نقول انّ ما دلّ على قبول شهادة العادل يدلّ بإطلاقه أو بتنقيح المناط القطعي على قبول شهادته الفعليّة بعد كونها كالقوليّة في فقد الاحتمالات القادحة والموهنة ولو بحكم الأصول ونحوها وغاية الفرق بين القول والفعل انّ الاحتمالات المنافية في الفعل أكثر من القول وذلك غير قادح بعد جعل المناط كون الفعل كالقول في الدّلالة فما أفتى به في الدّروس قوىّ وربّما استدلّ الشيخ الوالد العلَّامة أنار اللَّه برهانه لذلك بما رواه الشيخ ( - ره - ) بإسناده عن الحسين بن سعيد

279

نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست