مع مرور الأيّام والدّهور . كما انّه ونتيجة للتطوّر الحاصل في كلّ فنّ وعلم ، كعلم الفقه ، والأصول ، والتفسير ، والكلام ، والعربيّة ، والدراية ، والرجال . فقد أصبح لكلّ علم من هذه العلوم مباحثه ، ومبانيه ، وأبعاده ومدرسته الخاصّة به . ومن هنا وكنتيجة منطقية لوجود الترابط الموضوعي - المتفاوت بين التلازم البيّن والواضح ، وبين التشابك الفرعي الدقيق - بين الكثير من هذه العلوم ، فإنّا نجد أنّ الكثير من علمائنا الأبرار - قدّس اللَّه أرواحهم - ومنذ العصور الأولى لانتشار المعرفة الإسلاميّة وإلى يومنا هذا ، قد اغترفوا من كلّ علم قدرا ، وقضوا فيه وطرا ، مرتشفين من معينة العذب المتمثل بمدرسة أهل البيت سلام اللَّه عليهم أجمعين ، ممتثلين لقوله تبارك وتعالى : * ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) * [1] . وكذا لقول الناطق الأمين ، الذي لا ينطق عن الهوى الرّسول الأكرم صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك اللَّه به طريقا إلى الجنّة ، فإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به » [2] . ولقول وصيّ الأولياء ، ووارث علم الأنبياء ، أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصّلاة والسّلام : « الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل اللَّه » [3] . إلى غير ذلك من النّصوص المختلفة سواء من الآيات الكريمة أو