المقدمة بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريّته محمّد المصطفى صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، الذي أرسله بالهدي ودين الحقّ ، ليستنقذ النّاس من تيه الضّلالة وحيرة الجهالة . والصّلاة والسّلام على الأئمّة المعصومين الطَّاهرين ، والهداة المهديّين ، الذين أذهب اللَّه تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، حملة علوم النبوّة ، وهداة هذه الأمّة ما دجا ليل وأضاء نهار ، سيّما ناموس الدّهر ، وبقيّة آل اللَّه ، إمام العصر والزّمان ، الحجّة ابن الحسن ، عجّل اللَّه تعالى فرجه الشّريف ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه . وبعد : فإنّ من البديهي بمكان القول بأنّ المدرسة الإسلاميّة وعبر قرونها الماضية ، قد توسّعت آثارها ومعالمها ، وانتشرت طرقها وأبعادها للوصول إلى أقصى معالم المعرفة ، وأعلى درجات السمو ، نظرا لتوسع حاجة البشريّة إليها