بينما نرى أنّ الكتب المؤلَّفة قبله وبعده جلَّها قد ذكرت جميع الرواة بما فيهم المجاهيل ، ولم يسبقه في ذلك أحد إلَّا المحقّق عبد النبيّ الجزائري في كتابه حاوي الأقوال ، فقد أهمل ذكر المجاهيل ، وكذلك المولى خداويردي الأفشار [1] . وليتهم لم يسقطوهم لأنّهم غير منصوصين بالجهالة من علماء الرجال ، مع أنّ الفوائد في ذكرهم كثيرة ولذلك ذكرهم علماء الرجال ، من أوّل يوم ألَّفت فيه كتب الرجال وإلى عصره ، وكذا بعد زمانه وإلى هذا اليوم . فمن فوائد ذكرهم : أوّلا : إنّه ربما تظهر للناظر أمارة الوثوق بالمجهول فيعمل بخبره ، فلو لم يذكر تنتفي الفائدة والفحص عنه غالبا . ثانيا : إنّه ربما كان الاسم مشتركا بين المجهول وغيره ، فمع عدم ذكره لا يعلم الاشتراك . ثالثا : إنّ الفائدة من ذكرهم هي نفس الفائدة في ذكر الموثّق والممدوح والمقدوح وغيرهم ، فلو لم يذكر لم تعلم حاله لمن يريد البحث عن سند الرواية ، كما أنّه لا تعلم صفة غيره لو لم يذكر [2] . ولكن وكما قالوا إنّ المنهج السداد ما أشار إليه المحقّق الداماد في : الرواشح ، في الراشحة الثالثة عشر حيث قال : المجهول : اصطلاحي : وهو حكم أئمّة الرجال عليه بالجهالة ، كإسماعيل بن قتيبة من أصحاب الرضا عليه السلام [3] ، وبشير المستنير الجعفي من
[1] الذريعة : 23 / 13 . [2] انظر : أعيان الشيعة : 9 / 124 . [3] رجال الشيخ : 369 / 36 .