وقد أقيمت له المآتم والفواتح في دور العلماء ، سيّما في دار فخر الفقهاء ورئيس الفضلاء ، واحد الدهر ، ومفرد العصر ، مولانا الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر . وكان المرحوم لا يزال يسأل اللَّه سبحانه أن يرزقه الشهادة أو الموت بين الحرمين ، وقد توفّي في النجف الأشرف بعد حج بيت اللَّه الحرام وزيارة النبيّ والأئمّة عليهم أفضل الصّلاة والسّلام ، قبل الوصول إلى الأهل والوطن ، وأصبح ضيفا لسيّد الوصيّين وابن عمّ سيّد المرسلين وأبي الأئمّة الطاهرين [1] . هذا ما تمكَّنا من قراءته . والظاهر أنّ هذا القول هو أصح الأقوال المتعلقة بتاريخ وفاته ومحلّ دفنه ، واللَّه العالم . وعاش المصنّف - كأكثر العلماء - عيش كدّ ونصب ، وضيق في المعاش ، وقلَّة ما في اليد ، كما وكان رحمه اللَّه تعالى كثير الترحال والأسفار ، حيث ذكر هو في جملة كلام له : واشتغلت على الأستاذ العلَّامة ، والسيّد الأستاذ دام علاهما برهة ، إلَّا أنّه كان يتخلل بين ذلك الاشتغال أكثر منه من أنواع البطالة والعطال ، ومقاساة الأسفار والأهوال ، والحلّ والترحال ، فوقتا بالحجاز ، وعاما باليمن ، ودهرا بالقفار ، ويوما بالوطن . نعم لكلّ شيء آفة ، وللعلم آفات ، وإلى اللَّه المشتكى من دهر حسناته سيّئات . والملاحظ من كلامه هذا صعوبة الحياة التي كان يعيشها رحمه اللَّه ،