نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 207
نقدم لتحقيقها أمورا : الأول : إن ابن أبي عمير كما قال النجاشي : " هو محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، من موالي المهلب بن أبي صفرة ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كناه في بعضها فقال : يا أبا أحمد ، وروى عن الرضا عليه السلام . جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه . وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وقالا في " البيان والتبيين " : حدثني إبراهيم بن داحة ، عن ابن أبي عمير ، وكان وجها من وجوه الرافضة ، وكان حبس في أيام الرشيد فقيل ليلي القضاء ، وقيل إنه ولي بعد ذلك ، وقيل بل ليدل على مواضع الشيعة ، وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام ، وروي أنه ضرب أسواطا بلغت منه إلى حد كاد أن يقر لعظيم الألم . فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتق الله يا محمد بن أبي عمير ، فصبر ، ففرج الله عنه ، وروي أنه حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد ، وقل : إن أخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، فحدث من حفظه ، ومما كان سلف له في أيدي الناس ، ولهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله ، وقد صنف كتبا كثيرة . ثم نقل النجاشي عن أحمد بن محمد بن خالد أن ابن أبي عمير صنف أربعة وتسعين كتابا منها المغازي إلى أن قال : مات سنة سبع عشرة ومائتين " [1] . وقال الشيخ في الفهرس : " كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكا ، وأورعهم وأعبدهم ، وقد ذكره الجاحظ في كتابه " فخر قحطان على عدنان " . . أنه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها وأدرك من