نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 79
إذ لا داعي لهم على الفعل إلا إرادة اللَّه تعالى لاستهلاك إرادتهم في إرادته تعالى ومثلهم كمثل الحواس للإنسان كلما هم بأمر محسوس امتثلت الحاسة لما هم به وإرادته دفعة فكل كتابة تكون في هذه الألواح والصّحف فهو ( أيضا ) مكتوب اللَّه عز وجل بعد قضائه السّابق المكتوب بقلمه الأول فيصح ان يصف اللَّه عز وجل نفسه بأمثال ذلك بهذا الاعتبار وان كان مثل هذه الأمور يشعر بالتغير والسنوح وهو سبحانه منزه عنه فان كان ما وجد أو سيوجد فهو غير خارج عن عالم ربوبيته نظير ذلك ما مضى في الحديث في باب تأويل ما يوهم التشبيه من ان نسبة الأسف والمظلومية ونحوهما إلى نفسه ( تعالى ) انما هو باعتبار خلقه بعض عباده لنفسه وللَّه الحمد على ما فهمنا من غوامض علمه انتهى وأشار بالحديث في ذيل الكلام إلى ما رواه في الباب المشار إليه عن أبى عبد اللَّه ( عليه السلام ) في قول اللَّه تعالى « فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ » فقال ان اللَّه لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضى نفسه وسخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلَّاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل إلى اللَّه كما يصل إلى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال عزّ وجل « مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله » وقال « إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ » فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرّضا والغضب وغيرهما من الأشياء ممّا يشاكل ذلك ولو كان يصل إلى اللَّه الأسف والضجر وهو الَّذي خلقهما وأشباههما لجاز لقائل هذا ان يقول ان الخالق يبيد يوما لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغير وإذا دخله التغير لم يؤمن عليه بالإبادة ثم لم يعرف المكوّن من المكون ولا القادر من المقدور عليه ولا الخالق من المخلوق تعالى اللَّه عن هذا القول علوا كبيرا بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم إنشاء اللَّه ( تعالى ) قوله وظاهره انها فاعلة بالاختيار لملزومات الحوادث الظاهر انه استظهر الاختيار من قوله نتائج بركاتها إذ ليس الصادر بالقسر والإيجاب بركة للمصدر وكذا من قوله حكمت في طي كلامه الذي تركه ( المصنف ) ( رحمه الله ) قوله إذ ليس المراد العلية التامة التعليل بهذا الوجه ناظر إلى ان ما استقره الضرورة من الدين على بطلانه انما هو العلية التامة قوله كيف وقد حاول المحدث الكاشاني ( رحمه الله ) بهذه المقدمات إثبات البداء ومعلوم ان البذاء عبارة عن إظهار اللَّه ( تعالى ) ما أخفاه من أوامره ومقدراته فلا يكون الفلك على هذا الا صادرا عن أمره ( تعالى ) فلا يبقى مجال لاستقلاله في التأثير قوله الثالث استناد الأفعال إليها كاستناد الإحراق إلى النار المراد بهذا كونها كالآلة من غير شعور فيها لكنها مجبولة على الحركة على طبق اختيار الصانع جلت قدرته فمن جهة كونها كالآلة يستند إليها آثارها قوله وفي رواية المدائني المروية عن الكافي عن أبى عبد اللَّه ( عليه السلام ) ( انتهى ) قال في البحار بعد ذكر الرواية ما لفظه يدل الخبر على ان المنجمين قد أخطاؤا في طبائع الكواكب ومن ينسبونه إليها وفي سعدها ونحسها يأمر بالخروج من الدنيا لعل المراد ان من ينسب إليه هكذا حاله أو من كان هذا الكواكب طالع ولادته يكون كذلك أو ان المنسوبين إلى هذا الكوكب يأمرون بذلك أقول فعلى الأولين يمكن ان يقال لا تنافي بين ما ذكره المنجمون وبين ما ورد في الخبر لان نحوسته بالنظر إلى أغراض أهل الدنيا وما يطلبون من عز الدّنيا وفخرها وزخرفها وسعادته بالنظر إلى أغراض أهل الآخرة وما يطلبون من ترك الدنيا ولذاتها وشهواتها فتدبر انتهى قوله ممن يظهر منه خروج هذا عن مورد طعن العلماء على المنجمين ما تقدم من قول العلامة ( رحمه الله ) ان المنجمين بين قائل بحيوة الكواكب وكونها فاعلة مختارة وبين من قال انها موجبة قد عرفت سابقا انه حكم بعد ذلك ببطلان القولين وعلى هذا فوجه ظهور خروج القول بكونها علامات عن مورد طعن العلماء ان مورد طعنهم انما هم المنجمون وقد حصرهم في فريقين كلاهما قائلان بكون النجوم فاعلة غاية ما هناك ان أحدهما يقول بكونها فاعلة مختارة والأخر يقول بكونها فاعلة موجبة وعلى هذا فيخرج القائل بكونها علامات عن زمرة المنجمين الذين يطعن عليهم العلماء قوله وفي رواية أخرى انه ( عليه السلام ) قال له أحسبها ان كنت عالما بالأكوار والأدوار قال في المصباح كار الرجل العمامة كورا من باب قال أدارها على رأسه وكل دور كور تسمية بالمصدر والجمع أكوار مثل ثوب وأثواب وكوّرها بالتشديد مبالغة ومنه يقال كورت الشيء إذا لففته على وجه الاستدارة انتهى وقال في مادة دار ما لفظه دار حول البيت يدور دورا ودورانا طاف به ودوران الفلك تواتر حركاته بعضها أثر بعض من غير ثبوت ولا استقرار انتهى فالعلم بالأكوار والأدوار عبارة عن العلم بأوضاع الفلك وحركاته قوله ( عليه السلام ) تحصى عقود القصب في هذه الأجمة قال المصباح الأجمة الشجر الملتف والجمع أجم مثل قصبة وقصب والآجام جمع الجمع قوله وفي الرّواية الآتية لعبد الرحمن ابن سيابة قال في أخر كتاب القضايا من السرائر عبد الرحمن بن سيابة بالسين غير المعجمة والياء بنقطتين من تحت والباء بنقطة واحدة من تحت مفتوحة السّين والياء خفيفة وهي الخلالة وسمى الرّجل باسمها انتهى قوله خبر ريّان بن الصلت قال حضر عند أبى الحسن الرّضا ( عليه السلام ) الصباح بن نصر الهندي وسئله عن النجوم في البحار عن كتاب النجوم وجدت في كتاب مسائل الصباح بن نصر الهندي لمولينا على بن موسى الرضا ( عليه السلام ) رواية أبي العباس بن نوح وأبى عبد اللَّه محمّد بن أحمد الصفواني من أصل كتاب عتيق لنا الآن ربما كان قد كتب في حيوتهما بالإسناد المتصل فيه عن الريان بن الصلت وذكر اجتماع العلماء بحضرة المأمون وظهور حجته ( عليه السلام ) على جميع العلماء وحضور الصّباح بن نصر الهندي عند مولينا الرضا ( عليه السلام ) وسؤاله عن مسائل كثيرة منها سؤاله عن علم النجوم فقال ( عليه السلام ) ما هذا لفظه هو علم في أصله صحيح ذكروا ان أول من تكلم في النجوم إدريس ( عليه السلام ) وكان ذو القرنين بها ماهرا وأصل هذا العلم من عند اللَّه عز وجلّ ويقال ان اللَّه بعث النجم الذي يقال له المشترى إلى الأرض في صورة رجل فأتى بلد العجم فعلمهم في حديث طويل فلم يستكملوا ذلك فأتى بلد الهند فعلم رجلا منهم فمن هناك صار علم النجوم بها وقد قال قوم هو علم من علوم الأنبياء خصوا به لأسباب شتّى فلم يستدرك المنجمون الدقيق منها فشابوا الحق بالكذب هذا أخر لفظ مولينا على بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في هذه الرواية الجليلة الاسناد وقوله ( عليه السلام ) حجة على العباد وقوله ( عليه السلام ) ذكروا ويقال من عادته عند التقية من المخالفين والعامة ان يقول نحو هذا الكلام وتارة كان يقول كانّ أبى يقول وتارة روى عن رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيان أقول يحتمل أن يكون تصحيحه ( عليه السلام ) وإثباته لعلم النجوم تقب لولوع المأمون بهذا العلم ورغبته إليه فلذا عبر بهذه العبارات وفي أكثر الأعصار المنجمون مقربون عند السّلاطين والناس يتقون منهم مع انه غير صريح في جواز التعليم والتعلم والعمل به انتهى ما في البحار وفيها أيضا عن الكافي عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن على بن حسان عن على بن عطية الزيات عن معلى بن خنيس قال سئلت أبا عبد اللَّه ( عليه السلام ) عن النجوم أحق هي فقال ان اللَّه عز وجل بعث المشترى إلى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن انه قد بلغ ثم قال له انظر أين المشتري فقال ما أراه في الفلك وما أدري أين هو فنحاه وأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن انه قد بلغ وقال انظر إلى المشتري
79
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 79