نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 78
في أمر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها فأما من جعل المطر من فعل اللَّه تعالى وأراد بقوله مطرنا بنوء كذا أي في وقت كذا وهو هذا النوء الفلاني فإن ذلك جائز أي ان اللَّه قد أجرى العادة بأن يأتي المطر في هذه الأوقات انتهى وقال ابن العربي من انتظر المطر منها على انها فاعلة من دون اللَّه أو يجعل اللَّه شريكا فيها فهو كافر ومن انتظره منها على إجراء العادة فلا شيء عليه وقال النووي لكنه يكره لأنه شعار الكفار ؟ ؟ ؟ رموهم له انتهى ما في البحار قوله ويؤيده ما رواه في البحار عن محمّد وهارون ابني أبي سهل النوبختي حكى في البحار عن كتاب عتيق اسمه التجمل عن محمّد وهارون ابني أبي سهل انهما كتبا إلى أبى عبد اللَّه ( عليه السلام ) ان أبانا وجدّنا كانا ينظر ان في النجوم فهل يحل النظر فيها قال نعم ثم قال في البحار وفيه أيضا أنهما كتبا إليه نحن ولد بنى نوبخت المنجم وقد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم والمنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقول ان الفلك فيه النجوم والشمس والقمر معلق بالسّماء وهو دون السّماء وهو الذي يدور بالنجوم والشمس والقمر والسّماء فإنّها لا تتحرك ولا تدور ويقولون دوران الفلك تحت الأرض وان الشمس تدور مع الفلك تحت الأرض تغيب في المغرب تحت الأرض وتطلع بالغداة من المشرق فكتب نعم ما لم يخرج من التوحيد ثم قال بيان معلق بالسّماء أي الفلك معلَّق بالسّماء ولعل مرادهم بالسّماء الفلك التاسع وبعدم حركتها انّها لا تتحرك بالحركات الخاصة للكواكب فقولهم دوران الفلك تحت الأرض يحتمل الخاصة واليومية ولا عم وعرضهم ان الكواكب كما تتحرك تبعا للأفلاك فوق الأرض فكذا تتحرك تحتها وقولهم وان الشمس تدور مع الفلك أي بالحركة اليومية هذا ما خطر بالبال في تأويله وظاهره ان الأفلاك غير السّموات ولعله كان مذهبا لجماعة كما ذهب إليه الكراجكي حيث قال في كنز الفوائد اعلم ان الأرض على هيئة الكرة والهواء يحيط بها من كل جهة والأفلاك تحيط بالجميع إحاطة استدارة وهي طبقات بعضها يحيط ببعض فمنها سبعة تختص بالنيرين والكواكب الخمسة التي تسمى المتحيرة فالنّيران هما الشّمس والقمر والخمسة هي زحل والمشترى والمريخ والزّهرة وعطارد فلكل واحد منها فلك يختص به من هذه السّبعة ففلك زحل أعلاها وفلك القمر أقربها من الأرض وفلك الشمس في وسطها وتحت فلك زحل فلك المشترى ثم المريخ وفوق القمر فلك عطارد ثم فلك الزهرة ويحيط بهذه الأفلاك السّبعة فلك الكواكب الثابتة وهي جميع ما يرى في السّماء غير ما ذكرنا ثم الفلك المحيط الأعظم المحرك جميع هذه الأفلاك ثم السّموات السّبع تحيط بالأفلاك وهي مساكن الاملاك ومن رفعه اللَّه تعالى إلى سمائه من أنبيائه وحججه ( عليه السلام ) انتهى ثم قال ( رحمه الله ) في البحار وهذا قول غريب لم أر به قائلا غيره ومخالفته لظاهر الآية أكثر من القول المشهور فكتب نعم أي يحل النظر فيها ما لم يخرج عن التوحيد أي ما لم ينته إلى تأثير الكواكب وانها شريكة في الخلق والتّدبير للربّ سبحانه والظاهر ان المراد بالنظر في النجوم هنا علم الهيئة والتفكر في كيفية دوران الكواكب والأفلاك وقدر حركاتها وأشباه ذلك لا استخراج الأحكام والاخبار عن الحوادث انتهى قوله الثاني انها تفعل الآثار المنسوبة إليها واللَّه سبحانه هو المؤثر الأعظم محصله انّها فاعلة مختارة باختيار هو عين اختيار اللَّه وإرادته صادرة عن أمره كالآلة بزيادة الشعور وقيام الاختيار بها بحيث يصدق ان الفعل فعلها وفعل اللَّه كما يصرح به في ذيل الكلام قوله قال العلامة ( رحمه الله ) في محكي شرح فصّ الياقوت الحاكي هو العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في البحار وصرّح بان فصّ الياقوت للشيخ إبراهيم ابن نوبخت كما ان ( المصنف ) ( رحمه الله ) صرّح في كتاب الطهارة بأنه من قدماء الأصحاب قوله ثم قال وان كل نجم منها موكل مدبر ( انتهى ) مقتضى ما ذكر ( رحمه الله ) من تفسير المأمورين والمنهيين هو أن يكون قد قرء لفظ مدبر بصيغة المفعول بمعنى ان كل نجم موكل بفعله الذي هو الحركة الخاصة مدبر قد دبر اللَّه أمره وربما يؤيده صدر الحديث من حيث مطالبة الدليل فيه على تدبير النجوم ويحتمل أن يكون بصيغة الفاعل ويكون المعنى ان كل نجم موكل بأمر خاص وتأثير معين فهو مدبر لذلك الأمر الخاص لا انه مدبر لأمر العالم كما هو الصّحيح على تقدير تفسير قوله ( تعالى ) « فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً » بالملائكة كما هو مذهب بعض المفسرين فان كلا منها موكل بأمر خاص هو مدبر لها وعلى هذا لا يبقى منافاة بين صدر الحديث النافي لتدبيرها للعالم وبين ذيله المثبت لتدبير كل نجم أمرا خاصا قوله لا انهم مأمورون بتدبير العالم بحركاتهم فهي مدبرة باختيارها الجملة الأخيرة متفرعة على المنفي دون النفي قوله بل انما تنقش فيها الحوادث شيئا فشيئا ( الظاهر ) انه أراد جعل الأفلاك بمنزلة اللوح في ان الواقع ليس الا ما فيها نظرا إلى انها هي المؤثرة الموجدة للحوادث فلا بد وأن يكون ما ينقش فيها هو الواقع ولا يخفى عليك ان ( المصنف ) ( رحمه الله ) لم يحك تمام عبارة الوافي وان ما ذكره منها غير واف بتمام مقصد المحدث الكاشاني ( رحمه الله ) وان كان وافيا بما قصده ( المصنف ) ( رحمه الله ) من نقله فلا بأس بأن نأتي بتمام الكلام حتى يكون مفيدا لمن أراد الاطلاع على تمام مراده قال ( رحمه الله ) في أول باب البداء محمّد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة عن أحدهما ( عليه السلام ) قال ما عبد اللَّه بشيء مثل البداء وفي رواية ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد اللَّه ( عليه السلام ) ما أعظم اللَّه بمثل البداء بيان بدا له في هذا الأمر بداء ممدودا أي أنشأ له فيه أمر وانما لم يعبد اللَّه ولم يعظم بشيء مثل البداء لان مدار استجابة الدعاء والرّغبة إليه سبحانه والرهبة منه وتفويض الأمور إليه والتعلق بين الخوف والرجاء وأمثال ذلك من أركان العبودية عليه فان قيل كيف يصحّ نسبة البداء إلى اللَّه ( تعالى ) مع إحاطة عليه بكل شيء أولا وأبدا على ما هو عليه في نفس الأمر وتقدسه عما يوجب التغير والسنوح ونحوهما فاعلم ان القوى المنطبعة الفلكية لم تحط بتفاصيل ما سيقع من الأمور دفعة واحدة لعدم تناهي تلك الأمور بل انما ينقش فيها الحوادث شيئا فشيئا وجملة فجملة مع أسبابها وعللها على نهج مستمر ونظام مستقر فإنما يحدث في عالم الكون والفساد وانما هو من لوازم حركات الأفلاك المسخرة للَّه ونتائج بركاتها فهي تعلم انه كلما كان كذا كان كذا فمهما حصل لها العلم بأسباب حدوث أمر ما في هذا العالم حكمت بوقوعه فيه فينتقش فيها ذلك الحكم وربما تأخر بعض الأسباب الموجب لوقوع الحادث على خلاف ما يوجبه بقية الأسباب لو لا تلك السبب ولم يحصل لها العلم بذلك بعد لعدم اطلاعها على سبب ذلك السّبب ثم لما جاء أو انه واطلعت عليه حكمت بخلاف الحكم الأول فيمحي عنها نقش الحكم السابق ويثبت الحكم الأخر مثلا لما حصل لها العلم بموت زيد لمرض كذا في ليلة كذا لأسباب تقتضي ذلك ولم يحصل لها العلم بتصدقه الذي سيأتي به قبيل ذلك الوقت لعدم اطلاعها على أسباب التصدق بعد ثم علمت به وكان موته بتلك الأسباب مشروطا بان لا يتصدق فتحكم أولا بالموت وثانيا بالبرء وإذا كانت الأسباب لوقوع أمر ولا وقوعه متكافئة ولم يحصل لها العلم برجحان أحدهما بعد لعدم مجيء أو ان سبب ذلك الرجحان بعد كان لها التردد في وقوع ذلك الأمر ولا وقوعه فينتقش فيها الوقوع تارة واللَّاوقوع أخرى فهذا هو السّبب في البداء والمحو والإثبات والتردد وأمثال ذلك في أمور العالم واما نسبة ذلك كله إلى اللَّه تعالى فلان كل ما يجري في العالم الملكوتي انما يجرى بإرادة اللَّه تعالى بل فعلهم بعينه فعل اللَّه سبحانه حيث انهم « لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ »
78
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 78