نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 104
ما كان مقترنا بالمحرمات الخارجيّة امّا لأنه المعهود المتعارف في زمان الصدور لكونه معمولا فيما بين ملوكهم ورؤسائهم على ذلك الوجه الذي هو الجمع بينه وبين البرابط والمزامير والدفوف بل شرب الخمر أو لعدم صدق الغناء على قراءة القران والمرثية ونحوهما ( مطلقا ) أو لمعارضتها بعموم ما دل على استحباب الترجيع والتغني وتحسين الصّوت وقراءة القران ونحوها كخبر أبى بصير قال قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) إذا قرت القران فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال لي إنما ترائي بهذا أهلك الناس فقال ( عليه السلام ) اقرأ بين القرائتين تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك فان اللَّه يحب الصّوت الحسن يرجع به ترجيعا وخبره عن أبي عبد اللَّه ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال من أجمل الجمال الشعر الحسن للمرأة ونعم النعمة الصّوت الحسن ورواية عبد اللَّه بن سنان عن ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال لكل شيء حلية وحلية القران الصّوت الحسن وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم تعط أمتي أقل من ثلثا الجمال والصوت الحسن والحفظ وعنه ( عليه السلام ) انه قال أوحى اللَّه إلى موسى ( عليه السلام ) إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير وإذا قرأت التورية فأسمعنيها بصوت حزين والمرسل عنه ( عليه السلام ) قال ان القران نزل بالحزن فأقرؤه بالحسن والمرسل الأخر عنه ( عليه السلام ) قال ما بعث اللَّه تعالى نبيا الأحسن الصّوت والأخر عنه ( عليه السلام ) كان على بن الحسين ( عليه السلام ) أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يستمعون قرائته وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) أحسن الناس صوتا وقال معاوية له ( عليه السلام ) ان الرجل لا يرى انه صنع شيئا في الدعاء وفي القران حتى يرفع صوته قال ( عليه السلام ) لا بأس ان على بن الحسين ( عليه السلام ) كان أحسن الناس صوتا بالقرآن فكان ( عليه السلام ) يرفع صوته حتى يسمعه أهل الدار وإن أبا جعفر ( عليه السلام ) كان أحسن الناس صوتا بالقرآن فكان إذا قام الليل وقرء رفع صوته فيمرّ به مار الطريق من السّقائين وغيرهم فيقيمون فيستمعون إلى قرائته ورواية على قال ذكر الصّوت عند أبى الحسن ( عليه السلام ) فقال ان على بن الحسين ( عليه السلام ) كان يقرء القران فربما مر به المار فصعق من حسن صوته وان الإمام ( عليه السلام ) لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه الحديث وعن الرضا ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصّوت يزيد القران حسنا وعن قرب الاسناد عن على عن أخيه ( عليه السلام ) عن الغناء هل يصلح في الفطر والأضحى والفرح قال ( عليه السلام ) لا بأس به ما لم يعص به ونحوه عن كتابه الا انّه ( عليه السلام ) قال ما لم يؤمر به قال بعض المعاصرين أي بعدمه فيرجع إلى سابقه وربما حكى عن كتابه ما لم يزمر به ولعله الصواب وعن مجمع البيان عن سعد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال ان القران نزل بالحزن فإذا قرأتموه فابكوا وان لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا ويتم المطلوب بضميمة عدم القول بالفصل وما دلّ على جواز شراء الجارية المغنية وبيعها كخبر عبد اللَّه قال قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) جعلت فداك ما تقول في النصرانية أشتريها وأبيعها من النصارى فقال ( عليه السلام ) اشتر وبع قلت فانكح فسكت عن ذلك قليلا ثم نظر إليّ وقال شبه الإخفاء هي لك حلال فقلت له ( عليه السلام ) فاشترى المغنّية والجارية تحسن أن تغني أريد بها الرزق لا سوى ذلك قال اشتر وبع وأنت خبير بان هذه الاخبار قاصرة عن معارضة الأخبار الدالة على التحريم عددا ودلالة واعتضادا بالشهرة والإجماع فلا محيص عن طرحها أو حملها على التقية أو على الترجيع الذي ليس بغناء هذا بالنسبة إلى ما ليس بظاهر فيما لا مساس له بمطلوب المجوز بحسب ( الظاهر ) مثل قوله ( عليه السلام ) ما بعث اللَّه نبيا الأحسن الصّوت فإن النسبة بين حسن الصّوت والغناء عموم من وجه فلا يدل مدح حسن الصّوت على جواز الغناء الا ان يقال ان المجوز زعم ان الغناء عبارة عن حسن الصّوت أو مطلق الترجيع و ( حينئذ ) لا بد من التفصيل هذا مضافا إلى ان المفصل بين القران ونحوه وبين ما عدا ذلك موجود فلا يتم مطلوبه بعدم القول قوله ولذا لو قلنا بإباحته فيما يأتي كنا قد خصصناه بالدليل لا يخفى ما في هذا الاستشهاد من الركاكة فإن التخصيص بالدليل ليس أمرا ظاهرا مستقلا بنفسه حتى يستشهد بوجوده على كون صوت المغنية التي تزف العرائس على سبيل اللهو بل هو أمر معنوي عرضي تابع ولازم للالتزام بكون صوت المغنية المذكورة على سبيل اللهو بعد القول بان الغناء عبارة عن الصّوت الملهي فإن تم الأمر ان لزم التخصيص والا فلا فتدبّر قوله ونسب القول المذكور إلى صاحب الكفاية ( أيضا ) أراد بالقول المذكور القول بان الغناء في نفسه ليس محرما وانما يعرضه التحريم بسبب الاقتران بالملاهي كما هو مذهب المحدث الكاشاني ووجه نسبته إلى صاحب الكفاية مع انه أخذ الكلام بعنوان خاص وهو التغني بالقرآن هو انه قال ان منشأ المنع عن الغناء هو بعض الأمور المقترنة به كالإلتهاء وغيره وقال في أخر كلامه المذكور في المتن فإذا لا ريب في تحريم الغناء على سبيل اللهو والاقتران بالملاهي ونحوهما ثم ان ثبت إجماع في غيره وإلَّا بقي حكمه على الإباحة هذا ولكن المعروف بين المتأخرين عن صاحب الكفاية هو نسبة استثناء الغناء في القران إليه ومعلوم انه فرع الالتزام بحرمة الغناء بحسب الأصل حتى انه خرج عن تحته ما لو لا الاستثناء لبقي على حكم الأصل وهو التغني بالقرآن وممن سلك في النسبة إليه هذا المسلك المحقق البهبهاني ( رحمه الله ) في حواشي المسالك فإنه عبّر بالاستثناء وأنكر عليه بما أنكر وحرر أدلته على ما ينطبق على المسلك المذكور وعقبها بالرد ولا بأس بأن نأتي بكلامه بعينه لاشتماله على ما لا يخلو الاطلاع عليه عن فائدة قال ( رحمه الله ) وصاحب الكفاية استثنى الغناء في القران وسمعت ان الفضلاء كتبوا رسائل كثيرة أزيد من عشرين رسالة ردا عليه كلهم تلامذة وحيد عصره وفريد دهره آقا حسين الخوانساري ( رحمه الله ) كلهم كانوا من أوحدي الزمان وقد عرفت ان أحدا من فقهائنا ما استثنى هذا بل المحقق وجماعة ممن تأخر عنه حكموا بحرمة الغناء في القران واستدل في الكفاية بما دلّ على الأمر بقراءة القران على سبيل الحزن وفيه انه لا دلالة على ما ذكره لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما وبرواية عبد اللَّه بن سنان أقروا القران بألحان العرب وأصواتهم وفيه ( أيضا ) ما ذكرناه وبروايات تدل على حسن حسن الصّوت وفيه ( أيضا ) ما ذكرنا مع انه لو استلزم حسن الصوت الغناء لزم جواز الغناء بل وحسنه في غير القران ( أيضا ) بل و ( مطلقا ) لما دل على حسن حسن الصوت ( مطلقا ) مثل رواية عبد اللَّه بن سنان عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يعط أمتي أقل من ثلث الجمال والصوت الحسن والحفظ وفي رواية أخرى ما بعث اللَّه نبيا الا حسن الصوت ومن العجائب استدلاله بهاتين الروايتين ( أيضا ) وبرواية الباقر عليه السلام رجع بالقرآن صوتك فان اللَّه يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا وفيه ان بين الترجيع والغناء عموما وخصوصا من وجه وقد ورد النهى عن الغناء خصوصا في القران مثل رواية عبد اللَّه بن سنان عن الصادق عليه السّلام ان رسول اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال أقروا القران بألحان العرب أو أصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجيء بعدي أقوام يرجعون القران ترجيع الغناء والنوح والرهبانية الحديث وفي بعض الاخبار في ذكر أشراط الساعة ويتغنون بالقرآن واستدل أيضا بما رواه العامة عن سعد بن أبى وقاص قال سمعت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال تغنوا بالقرآن فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا والسند كما ترى وكذا الدلالة لظهورها في وجوب التغني وذلك يؤيد كون المراد استغنوا بالقرآن اما بملاحظة آية فوربّ السّماء والأرض انه لحق أو بملاحظة آية
104
نام کتاب : غاية الآمال ( ط.ق ) نویسنده : المامقاني جلد : 1 صفحه : 104